أمين لقمان: في ذكرى 20 فبراير..المغرب والحراك العربي

أمين لقمان: في ذكرى 20 فبراير..المغرب والحراك العربي أمين لقمان

ما يجب تسجيله وتأمله هو أن المغرب لم يعش ما عرف بالربيع العربي، الذي كان مطلبه واضحا: إسقاط النظام في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن والسودان ولازال مستمرا في الجزائر..

لقد كانت حركة 20 فبراير، ارتداد صغير للموجات الكبيرة التي ضربت دول الجوار. وكانت مطالبها إصلاحية تعبر عن إرادة جزء من نخب الطبقات المتوسطة بروافدها المتعددة، والتي كانت تدرك وترى أن انتقالا سلميا وحضاريا سيجنب البلاد مآلات الربيع المأساوي كما عاشته سوريا وليبيا واليمن..، لقد استجابت السلطات المغربية شكليا من خلال دستور 2011 والذي يشبه سيارة "فراري حديثة" بمحرك "فياط" قديم ..هذا المحرك العاجز هو حكومة العدالة والتنمية..

هذا المحرك المتآكل الذي دعمته فرنسا وأمريكا آنذاك كنموذج لوصول الحركة الإسلامية للسلطة بدون عنف فشل في حل إشكاليات المغرب المعاصر لأنه لا يتوفر على مشروع سياسي واقتصادي يساير العصر، ولا يمتلك أدوات تنزيله على أرض الواقع.. فتراكمت المشاكل وتفاقمت الأوضاع وزادت سياساته الخرقاء من سخط الشعب على النظام في الداخل والخارج. وهو أحد الأسباب الرئيسية التي ستعجل بقيام ربيع سيئ ببلادنا خاصة مع ما يجري في الجوار القريب. وبوادر انتقال صراع القوى العالمية إلى المنطقة المغاربية.

أما بعد،

فذكرى 20 فبراير تحل اليوم. ماذا سيحيي المغاربة بعد أزيد من عقد من الزمان..؟

الوضع اليوم أسوأ مما كان عليه الأمر قبل عشر سنوات. اقتصاد هش رغم حجم المديونية. بطالة متفاقمة وتسريح للعمال. تراجع في حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير. قمع واعتقالات. تفاقم الرشوة والفساد. وضع اجتماعي محتقن. مؤسسات منتخبة مشلولة. فقدان للثقة وعزوف شامل عن المشاركة..

إن سيادة القانون وسموه فوق الجميع، وتكريس الديمقراطية وحقوق الإنسان، هو الكفيل بتوحيد المغاربة شمالا وجنوبا، وهو السبيل إلى الحد من الفوارق الإجتماعية، وبناء اقتصاد مندمج متعدد وتضامني ومفتاح ذلك ملكية برلمانية تساير العصر. ووحدة روافد النضال الوطني العام، جمعوية وثقافية. حقوقية ونقابية فصائل اليسار الوطني، بالإضافة إلى كفاءات المغرب في الداخل والخارج، لمواجهة لوبي التخلف والفساد عبر مشروع سياسي واضح قابل للتحقق و التفعيل. وإحدى مقدماته صحوة جماهيرية وملكية في الآن معا للإنتقال بالمغرب إلى مصاف الدول المتقدمة عالميا وتجنيب البلاد ويلات التفرقة والتخلف الحضاري، والإيمان بمغرب المستقبل الذي ستبنيه العقول والكفاءات وليس الأمنيون وأصحاب الجزمات.