التمدد الأصولي بالمغرب في التعليم الخصوصي يُشهر علانيته

التمدد الأصولي بالمغرب في التعليم الخصوصي يُشهر علانيته منظومة التربية والتعليم لم تنهض بمهمة تربية النشء على خصوصيتنا الدينية
لم يرث المغرب من "دجاجة" الوهابية التي قام الأصوليون بتسمينها إلا بيضها الفاسد وعاداتها القبيحة الموغلة في التشدد والتطرف. والمصيبة أن المجلس العلمي الأعلى، الجهاز الوصي على بيضة الدين والحفاظ على أصول المذهب المالكي، يزرع فقهاء في المساجد والمجالس العلمية المحلية من أتباع المذاهب التكفيرية، بل تسللت الوهابية حتى إلى عقول التلاميذ بالمدارس الخصوصية.
ونضرب مثالا بمدرسة خصوصية تابعة لوزارة التربية الوطنية، تستوقفنا في الصور التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي ثلاث ملاحظات:
أولا: إن هيئة صلاة التلاميذ، على غير أدبيات المذهب المالكي، حيث في  صدارة هذه الأدبيات، السدل، وليس القبض. والمؤسف أن منظومة التربية والتعليم لم تنهض بمهمة تربية النشء على خصوصيتنا الدينية، بل انخرطت في تكريس المخطط الأصولي في باب العبادات. 
ثانيا: إن لباس التلاميذ في الصلاة، هو غير اللباس المدرسي. فإما أنه اللباس الرسمي، وإما أنه اللباس الإضافي للصلاة، يصحبه التلاميذ في محافظهم، أو محتفظ به في المؤسسة. وفي كل الأحوال، فنحن أمام إشكالات بهذا الشأن.
وقد يكون نشر تلك الصور مجرد وصلة إشهارية لاستقطاب نوع معين من الزبائن.
ثالثا: وتطرح هذه النازلة إشكالات مقررات التربية الإسلامية، التي تسوق للأدبيات الأصولية في العبادات. والغريب أن هذا التسويق مزكى من طرف المؤسسة العلمية في البلاد. مما يبين أن المغرب، يخضع سواء من خلال تعليم وزارة التربية الوطنية (العصري)، أو تعليم وزارة الأوقاف (العتيق)، لانقلاب مذهبي أصولي، وبرعاية رسمية.
هذه الصور لا يمكن أن تمر مرور الكرام، ولا تحرك وزارة أحمد التوفيق، وأيضا وزارة سعيد أمزازي، مادامت كل النوافذ مشرعة لهبوب رياح التدين المشرقي الذي لا يتلاءم مع ذهنية المغاربة، وما توارثناه من عادات وسطية في التدين وممارسة العبادات، أولاها توحيد شعيرة الصلاة، ثم طريقة اللباس، وباقي الأدبيات الدينية التي جعلت المغرب بمنأى عن التطرف والمذاهب الدينية السلفية والمد الأفغاني والإخواني.