للفنان موقف ورأي وحضور مستندا على هذه القاعدة الجماهيرية والشعبية التي اكتسبها، لكنه يوظف هذه الشعبية لتوقيع عقود إشهارية وصفقات إعلانية بالملايين. صوت الفنان قد يكون غالبا أقوى من صوت السياسي وأكثر نفاذا إلى الأعماق، لكنه لا يستثمر هذا الصوت في سبيل هذا الرأسمال البشري، وطوفان هذا الحب الإنساني الجارف. الفنان غير المتشبع بثقافة النضال، وغير المنغمس في طين ووحل هذا الوطن.. لا يتذوق مرارته.. ولا تلسعه خيباته، فنان "مناسباتي" وقارع طبول في الأفراح والأعراس.
أرفع قبعتي لعبد الخالق فهيد.. قال كلمته وهو لا يخاف لومة لائم... في انتظار أن يفك الله أسر الألسن المغلولة والشفاه المطبقة.
قل كلمتك وامض.. سجل موقفك ولا تجبُن.. فالتاريخ لا يسجل إلا المواقف والمبادرات الإنسانية.. هكذا بلا مقابل وعقود وشيكات لحامله... اللهم شيكات رد الدين والوفاء لشعب شامخ يغفر خياناتك في كل كارثة ومصيبة!!!.