إن محاولة الربط بين هذا الاستقبال وبين اتفاق الإمارات الإسرائيلي، هو ربط لا يستقيم ولا يراعي تطور الموقف المغربي من القضية الفلسطينية، كما أنه لم يستوعب بعد طبيعة الدبلوماسية المغربية منذ خطاب 2015 لملك المغرب في القمة المغربية الخليجية الذي يتعبر خطابا تأسيسيا لعمل الدبلوماسية المغربية علاقة بالقضية الوطنية، الفلسطينية ومع التكتلات الإقليمية.
المغرب لو أراد فتح علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، فهل كان سيحتاج وسينتظر اتفاق الإمارات أو غيرها مع إسرائيل ليقيم هذه العلاقة؟؟!!
المغرب حدد موقفه من إسرائيل بناء على الوضع الميداني في فلسطين، ومرتبط بتقدم عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وفي كل ذلك كان هناك دائما تنويه ودعم للمواقف المغربية من طرف السلطة الفلسطينية ومختلف القوى الوطنية بفلسطين من فتح إلى حماس، وهنا تكمن قوة الموقف المغربي أنه استطاع توحيد المواقف الفلسطينية حول المغرب ملكا كرئيس للجنة القدس وكأمير للمؤمنين الذي جعلته هذه الصفة مؤتمنا على المقدسات الدينية بفلسطين، هنا يكمن مربط الفرس ومربط الاختلاف بين المغرب وباقي الدول العربية، هو أن المغرب له ملك رئيس لجنة القدس وأمير للمؤمنين.
لذلك وجب وضع هذا الاستقبال في سياقه الدبلوماسي الطبيعي، باعتباره - استقبال السفير الإماراتي- استقبالا يدخل في إطار تطور الدبلوماسية بين البلدين، وتصفية مختلف الخلافات التي طفت على السطح سابقا، وتجاوزها لصالح متانة العلاقة بين البلدين في احترام تام لاستقلالية قرار كل دولة وسياديته واحترام القضايا الحيوية لكل بلد على رأسها احترام ملف الوحدة الوطنية المغربية.