لينا ابنة المدرسة العمومية بوزان تقرأ الكتب أحسن

لينا ابنة المدرسة العمومية بوزان تقرأ الكتب أحسن لينا التسولي أوطالب
"لينا التسولي أوطالب" تنفض الغبار عن اسم دار الضمانة فيصدح عاليا ببرنامج " كتاب قريتو من الدار " الذي تبثه القناة الثانية .....نعم من الدار بعد أن حكم الفيروس اللعين على تلامذتنا عدم مغادرة بيوت أسرهم.... بيوت وشقق وسكنيات فضح الحجر الصحي ثلة من المهندسين الذين يرقصون على دكة الكثير من المنعشين العقاريين الذين وهن منسوب مواطنتهم   ....لينا لم تغادر البيت ....وعلى الكتاب عضت بالنواجد والأظافر ...  
لم يتجاوز عمرها 14 سنة بعد .... تتابع دراستها بالثانية إعدادي دولي بثانوية عمومية بوزان .... تعشق التحدي ولا ترفع الراية البيضاء أمام مختلف الإكراهات .... إكراهات حاضرة مريفة المعالم  لا توفر لأطفالها فضاءات لصقل مواهبهم .... مدينة ارتفع فيها منسوب العنف بكل أشكاله على أطفال دار الضمانة ..... عنف لن يكون آخره ما ذهب ضحيته طفل عشية عيد الأضحى بحي القشريين ..... على خطى والدتها الأستاذة النموذج والفاعلة المدنية المنحازة للفعل المدني الجاد تمشي ....اختارت الكتاب صديقا لها في زمن كسوف فعل القراءة ....من رأسها إلى أخمص قدميها منغمسة في القراءة والمطالعة باللغات الثلاث .... فكانت أن تألقت في أكثر من منتدى إقليمي وجهوي ووطني .... تأهلت هذا الموسم لتمثيل جهة طنجة تطوان الحسيمة في المسابقة الوطنية للشعر بالإنجليزية ....وفي الموسم الدراسي الفارط مثلت جهتها في مسابقة الشعر بالفرنسية ....
  التلميذة لينا ليست منتوجا للمدرسة الخصوصية كما قد يتوهم البعض ....لينا صناعة أصيلة للمدرسة العمومية المزود الفعلي للقطاعات الاستراتيجية للمغرب بالكفاءات والأطر .....المدرسة العمومية التي ظلت محافظة على ريادتها في تأثيث المجتمع بكبار المبدعين  والمثقفين والكتاب والفلاسفة من الجنسين ، رغم ما لحقها من محاولات للقتل ليفتح المجال لرأسمال لا يعلم بأن التعليم لا يخضع لقانون التسليع   .....
   صعود الوزانية الصغيرة "لينا التسولي أوطالب"  منصة التفوق في برنامج " كتاب قريتو في الدار " يستدعي من بين ما يستدعيه التعجيل بعقد المجلس الجماعي للطفل باعتباره آلية من آليات الديمقراطية التشاركية ، والانصات الواعي والمواطن للفاعل السياسي بالجماعة لمطالب عضواته وأعضائه التي من بينها تعزيز الأحياء السكنية بمكتبات سهلة الولوج  ، ويطوق المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالتأسيس لمهرجان إقليمي حقيقي للقراءة وليس فرجوي ، يدعم علاقة التلميذ(ة) بالكتاب ويعززها ، تمنح فيه جوائز تحفيزية للفائزات والفائزين ، أما المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إن التقط الساهرون عليها إقليميا الفلسفة من إطلاقها والسياق الذي جاءت فيه ، فعليهم أن لا يترددوا في جعل مشاريعها إقليميا تستثمر في الإنسان وفي مستقبل الإقليم الذي يصب في مستقبل الوطن ، والمستقبل أساسه طفل اليوم ، امرأة ورجل الغد .أما الجمعيات التي تشتغل في حقل الطفولة بالإقليم فعليها أن تلتقط إشارة الطفلة لينا ، فتسارع لإعادة النظر في طريقة اشتغالها المتجاوز الكثير منه ، وتفتح مسار الترافع من أجل حقوق طفل دار الضمانة الكبرى .  شكرا لينا على شغبك الجميل من أجل تجسير العلاقة من جديد بين الطفل والكتاب .... شكرا لينا التي على الكثير من الكبار أن يستخلصوا العبر من درسك فيسارعوا للمصالحة مع الكتاب حتى يصاب أبناؤهم/ن بفيروس القراءة ......