منذ سنة 2009 إلى 2020 وبالرغم من التوجيهات الملكية حول إعداد إستراتيجية وطنية للشباب، تعاقبت حكومات ووزراء الشباب والرياضة "بالعرام" دون أن يتحقق أي شيء من المشروع ،الذي ظل دائما في مرحلة الإعداد وظل الشباب خارج أجندة السياسات العمومية بالشكل المطلوب وظلت الأمور تدبر بشكل بعيد كل البعد عن الرؤية المطلوبة.
لا تعاتبوا الشباب عن غياب التأطير عن تنامي العنف و الجريمة عن ضياع وإهدار طاقة كبيرة لهذا المكون لأنه تم التلاعب بهذا الملف من طرف الحكومات و ظلت مجرد سطور في البرامج الحكومية وصورة يلتقطها الوزراء عن تقديمهم لتصريحات بخصوص هذا الملف.
يتحمل وزراء الشباب المسؤولية، ويتحمل رئيس الحكومة السابق و الحالي المسؤولية بشكل أكبر لأنهم كانوا يعتبرونه مجرد ملف للاستهلاك العابر في الإعلام، وفي البرلمان وضاع العديد من الشباب، وضاعت فرصة أكثر من عقد من الزمن كانت آثاره سوف تنصرف نحو المستقبل.. حتى الوزير الحالي للشباب سيمضي كما مضى الآخرون بدون أية بصمة، لكن بصمت الضياع وإهدار الطاقات هي التي ستسجل بحسرة كبيرة، لأن السياسيين لم يكونوا عند اللحظة ولم تكن لهم تلك الروح الوطنية العالية بل ظل المشروع واجهة للاستغلال السياسي وفقط.
مع جائحة كورونا المعطيات والظروف أضحت أكثر تعقيدا كما أن تصورات النموذج التنموي الجديد تفرض أن تستحضر مجال الفرص الضائعة لصالح الشباب والطفولة، لأنهم ليسوا مشكل، وإنما هم ضحايا لمعظم السياسات الحكومية المتعاقبة، وكل فرصة تضيع يحدث التراكم وستصبح الأزمة أعمق في السنوات القادمة .
ليس فقط أن تكون الإرادة الملكية حاضرة ودافعة مهمة لنجاح مثل هذا المشروع الذي ظل سنوات يؤكد لهم على أهمية الاستثمار في الشباب وإقرار إعداد هذا المشروع وجعله أيضا في صلب النموذج التنموي .
لو تم الوقوف عند العديد من الخطب الملكية تظهر الرؤية بطموحات كبيرة، لكن إرادة الحكومة تكون ضعيفة جدا سواء من طرف وزراء الشباب الذين تعاقبوا منذ دستور 2011، وانتهازية رئيس الحكومة السابق والحالي جعل هذا المشروع بلا قيمة، وكان كل وزير يريد أن يعيد العمل من البداية ليربح في اعتقاده من تعطيل المشروع لكن يخسر الشباب أكثر.
وزير الشباب الحالي لن يخلق أي إضافة سوف يلتقط بعض الصور مع الشباب في لقاءات هنا وهناك، وستكون تصريحاته ربما لا تبتعد أن هناك اهتمام بالشباب لكن الحكومة كلها توجد في وضع تصريف الأعمال وسترحل وسوف يحصلون أيضا على تعويض نهاية الخدمة و كذا المعاش و سيبقى الشباب محط استغلال.
فهل ستكون جائحة كورونا فرصة للتعاقد الحقيقي حول ملف الشباب المغربي لأنه الورش المهم والحقيقي الذي يشكل ثروة مهمة للإنقاذ.