سعيد إيدا حسن: فاز اليمين المتطرف بإسبانيا قبل إجراء الاقتراع!!

سعيد إيدا حسن: فاز اليمين المتطرف بإسبانيا قبل إجراء الاقتراع!! سعيد إيدا حسن وصورة لعملية الاقتراع

سألتني قناة بي بي سي البريطانيةBBC  يوم تاسع نونبر 2019 عن توقعاتي فيما يخص نتائج الانتخابات التشريعية الإسبانية ليوم الأحد 10 نونبر 2019، فكان جوابي حاسما وقطعيا ولا يحتمل أدنى نسبة من الخطأ أو الريبة أو الشك. فاز اليمين المتطرف قبل إجراء الاقتراع.

 

لست عرافا ولا كاهنا ولا قارئ فنجان ولكن في رأيي المتواضع فاز اليمين المتطرف -بمفهومه الشمولي- حتى قبل إجراء الانتخابات التشريعية وفرز الأصوات والإعلان عن النتائج شبه الرسمية ثم النهائية. فكيف ذلك يا ترى؟

 

للأسف الشديد استطاع اليمين المتطرف المتمثل في حزب فوكس ذي المرجعية "القروسطية" والحزب الشعبي –الأب البيولوجي لحزب فوكس– في التأثير على المشهد السياسي بشكل رهيب لدرجة أن الحزبان استطاعا خلال بعضة أشهر فقط تحويل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني –الذي يقود حكومة تصريف الأعمال حاليا– إلى حزب يميني في مضمونه وشعاراته ووعوده الانتخابية.

 

فبغض النظر عن النتائج التي من المتوقع أن تعطي تقدما كبيرا لحزب فوكس "القروسطي" –فأنا شخصيا أسميه هكذا لأنه يستمد خطابه ومرجعتيه وفلسفته وشعاراته من حروب الإبادة ضد الإسبان المسلمين في القرون الوسطى والتي تسمى تنميقا بحروب الاسترداد أو ما يصطلح عليه باللغة الإسبانية لاريكونكيستا– يعيش المشهد السياسي انحرافا خطيرا نحو اليمين.

 

فيما يخص النتائج التقنية، أعتقد بلقنة المشهد السياسي ستضل سيدة الموقف مع توزيع جديد للمقاعد وللأدوار، حيث من المتوقع أن يفوز الحزب الاشتراكي بأكبر عدد من المقاعد مع تراجع بسيط مقارنة مع انتخابات أبريل 2019 وسيحتل الحزب الشعبي المرتبة الثانية مع زيادة في عدد المقاعد مستفيدا من التراجع الكبير في شعبية حزب "المواطنون" –سيودادانوس– اليميني. لكن المستفيد الأكبر في هذه الانتخابات سيكون دون أدنى شك حزب "فوكس" اليميني المتطرف الذي قد يضاعف عدد المقاعد 24 مقعدا برلمانيا.