محمد الشوبي : لماذا أعجبني مسلسل " الماضي لا يموت "

محمد الشوبي : لماذا أعجبني مسلسل " الماضي لا يموت " محمد الشوبي
رغم أنها دراما تدخل في خانة الدراما الكلاسيكية التي تدخل غمار الصراع بوسائل مكشوفة لدى المشاهد، وتريحه من عناء التفكير في المسار الحكائي، بحيث يصبح مندمجا في خط سير الأحداث، إلا أنها الدراما المطلوبة بالنسبة لجمهور يطلب الحد الأدنى، أي:الحكاية / الوجوه الذي تحمل الشخصيات / التشويق / الفضاءات / اللباس / نوع الحوارات البعيدة عن الألغاز .
وقد كان كل الطاقم الفني ( الممثلون جميعا ) في مستوى هذه المعطيات التي ذكرت، فلا يمكن أن نشاهد رشيد الوالي يحمل دورا بطوليا بدون كفاءة والتزام محترمين، وما ينطبق على رشيد ينطبق على الفنانة فاطمة خير الوفية لخطها التشخيصي والملتزمة بالتفاني في أداء كل شخصياتها بنفس مستوى الاجتهاد، ولقد أختار المخرج والمنتج طاقما مشرفا لأداء الأدوار كل باسمه، وكانوا كلهم في مستوى رفع سقف هذه الدراما وإقناع الجمهور بتميزها الأخلاقي والحكائي . فالجمهور عندنا تعود على الصور الجميلة التي يحملها كل عمل فيه اجتهاد ، من ديكورات وألبسة ووجوه جميلة ومعبرة ، فهنيئا للطاقم الفني أولا والتقني ثانيا والإداري ثالثا على هذا العمل المشرف للدراما المغربية .
نقطة أخيرة : الخوض في موضوع المحاماة لا يدين المهنة في حد ذاتها بل يدين بعض ممتهني هذه المهنة النبيلة الذين ليسوا نبلاء ، كما هو الشأن بالنسبة لكل المهن ومنها التمثيل أيضا ، فلا يمكننا أن نسكت عن الإنزلاقات التي تعرفها بعض المهن لمجرد أن ممارسيها يدعون كلهم النزاهة وهم في حقيقة الأمر يعرفون بعضهم البعض جيدا ، كما هو الشأن عند القضاة والأمن الوطني والأساتذة والأطباء وغيرهم ويقول المثل ( حتى زين ما خطاتو لولة ).