عبد اللطيف جبرو:زيارة البابا في سياق إثبات الإشعاع الحضاري للمغرب

عبد اللطيف جبرو:زيارة البابا في سياق إثبات الإشعاع الحضاري للمغرب عبد اللطيف جبرو
ما تميزت به زيارة قداسة البابا إلى المغرب أن عاهل الفاتيكان رافقته مجموعة كبيرة من الإعلاميين علاوة على صحفيين آخرين حلوا ببلادنا قادمين من إسبانيا وفرنسا وغيرهما. ما جعل وجود البابا في الرباط عملية سياسية موفقة للإثبات الإشعاع الحضاري للمغرب كمملكة يتعايش فيها الأديان والحضارات في زمن تحتد فيه النزعات والتوترات السياسية.
عندما وصل جلالة الملك محمد السادس وقداسة البابا فرانسوا إلى باحة مسجد حسان كان أمطار الرحمة تتهاطل بغزارة ما لم يمنع مواصلة المراسيم المقررة بجوار ضريح محمد الخامس وإكمال حفل الاستقبال الملكي والشعبي لعاهل الفاتيكان وتباد الخطب بين جلالة الملك وضيفه قداسة البابا.
وسجل الصحفيون كون ملك المغرب يتحدث بثلاث لغات أجنبية. وعندما بدأ جلالة الملك محمد السادس يتكلم في خطابه باللغة الإسبانية تعالت تصفيقات جمهور إسباني حل بالمغرب خصيصا لحضور مراسيم استقبال قداسة البابا.
بعد تبادل الخطب تجول البابا فرانسوا في ٍأروقة الضريح ووضع أكاليل من الزهور على قبري الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني والترحم عليهما.
إثر ذلك توجه موكب العاهلين إلى القصر الملكي للتوقيع على نداء القدس الشريف، كوثيقة تدعو إلى احترام مدينة القدس كمهد للديانات السماوية التي لا يحق لقوات الاحتلال الاسرائيلي أن تعبث بها.
ثم جاء دور معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، وهنا جرى احتفال شيق على الصعيد الديني والثقافي والفني ومشاهدة شريط وثائقي أعطى للضيوف فكرة عن دور المعهد في التوعية بالإسلام الحقيقي كدين للتسامح والتعايش بين الأديان والحضارات.
هذا المعهد يستقبل 1700 من الطلبة والطالبات المغاربة وأخرين يأتون للدراسة من بلدان إفريقية جنوب الصحراء وآخرين من بلدان أخرى يحتاجون إلى تلقي دروس وتكوين يؤهلهم للقيام كل في بلده بمهام التنوير ومكافحة التطرف الذي يشحن قصارى العقول ببعض الأوهام التي تحولهم إلى إرهابيين وأخطار تهدد العديد من المجتمعات.
من جهة أخرى، كانت زيارة قداسة البابا مناسبة للوقوف على ظروف احتضان المغرب لعشرات الآلاف اللاجئين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء وكيف أن ملك المغرب ينهج حيالهم سياسة تجعل منهم كمهاجرين تعتنق أغلبيتهم الديانة المسيحية ويجدون في بلادنا ما يوفر لهم حياة كريمة واستقرارا وسط الشعب المغربي.
والذين رافقوا قداسة البابا سجلوا المكانة التي يحظى بها اللاجئون إلى المغرب في زمن يتعرض فيه أمثالهم في أماكن أخرى إلى بعض المضايقات التي كثيرا ما استنكرها قداسة البابا.