عبد الوهاب دبيش: حزب المصباح ومبدأ من نقل انتقل

عبد الوهاب دبيش: حزب المصباح ومبدأ من نقل انتقل عبد الوهاب دبيش
عرفت عن قرب بحكم انتمائي المهني بالجامعة عوالم الإخوان ومن يبتدئ منهم  ورقة الامتحانات ببسم الله الرحمن الرحيم.
كانت هذه العينة من الطلبة دون غيرهامن يحظى باهتمامي الزائد وحذري الشديد .كان هؤلاء بارعون في الغش بجميع الوسائل، وكنت في أعينهم الشيطان الذي يجب الدعاء عليه بالموت والسجن والإعاقة والمرض   بأعسر الأمراض وأخبثها، فقط لأني كنت أتقن حراستهم ومنعهم من النقل بشتى الطرق. ولأني كنت أعرف نواياهم فقد كنت أيضا ماهرا في الضحك عليهم وجعلهم ألعوبة في يدي أفعل بها ما أشاء. 
هذه الشريحة، وقد يكون بعضها بلغ الخمسين من العمر أو تجاوزها، كانت في نظري أحط انواع الطلبة مستعدون لكل شيء حتى للتعري ومنحك الفرصة للنيل منها مقابل المعدل. كنت على يقين أنها لا تقرأ، لذلك فقد آثرت على نفسي أن أفرض في مادة شفاهية كلفت بتدريسها أن ألزم الطلبة بقراءة كتابين أعتبرهما أساسيان لأجل استيعاب المادة، وتكفلت مع الطلبة خلال الحصص السنوية بأن أتطرق إلى مواضيع لم يسبق لزملائي تناولها معهم من قبل.
ولا أخفيكم أن بعضا من هذه المواضيع كانت وراء شهرتي في مجال التلفزيون وخاصة القناة الثانية. يوم الامتحان لم أكن أجد صعوبة مع الطلبة  "العلمانيون" كما ينعتونهم، لكن مع أتباع التجديد كنت دائما أشهد تراجيديات مختلفة من الأعذار قد تصل حد قتل الآباء والجد والجدة، ناهيك عن اليمين الغموس بأغلظ الإيمان لا تبقي شيئا من أسماء الجلالة لتصبح ذريعتهم في تبرير عدم الاطلاع على الكتب المقررة.
بالطبع لم أكن بالسذاجة لكي تنطوي علي حيلة الموت والمرض والوحم والولادة من كل جانب من الطلبة والطالبات اللواتي كن يردن استغلال عطفي على الجنس اللطيف حتى أقع في شباك النقطة مقابل الجنس  .ولأنهم لم يكونوا يعرفون أني افضل الانتحار على ان أنصاع إلى هذه الأفعال المشينة في نظري، فانهم كانوا دوما يذهبون أدراج الرياح وتنتهي المسرحية بنقطة بعضها يصل الى الصفر .
طبعا  لم أكن غبيا حتى أربط علاقات مشبوهة مع  طالبات أدرسهن. فقد تعددت محاولات هؤلاء الإيقاع بي أو أن يجعلوني في وضع من يسمح بالغش في الامتحانات، لأنها كانت في نظري المجال الذي يتم فيه التمييز بين الغث والسمين في مجال التعلم.
هذه الفئة وبينها كبرت أطر الأحزاب التي تؤمن بالمطلق فكيف تريدون منها أن تكون ملهمة ومبدعة وتأتينا باقتراحات لتطوير التكوينات وملاءمتها لسوق الشغل. 
السيد رئيس الحكومة والطبيب المؤمن بالرقية الشرعية، لا يمكنه الا أن يعتمد ما يوجد في هيئته (هذا ما عطا الله)، لكن المؤسسة الملكية ليست بالغباء الذي يسمح بالغش في الامتحانات. لذلك قالت للسيد العثماني تفو على الغشاش وعاود الامتحان في ورقة جديدة.
ولي رجاء من المؤسسة الملكية المحترمة من قبل المغاربة  نتمنى ان يكون الغيث منها لتنهي  مأساة هيمنة حزب مستواه أفرغ من فؤاد أم موسى من التدبير، فانه لإيصلح حتى لقراءة الحزب الراتب  مع المصلين بالمساجد بعد صلاتي الصبح والمغرب لانهم أصلا يعتبرونه بدعة.
والله يهدي  ما خلق.