حين تم اغتيال رفيق الحريري في 2005 بقلب بيروت، كانت العملية أكبر من موت شخص، بل محاولة مدروسة لخلط الأوراق، مخططا لها بإتقان، لوضع شرخ/ اصطفاف يقوي خندق 14 مارس (آذار)، ويفشل محاولات رفيق الحريري في نهاية حياته للتقارب مع المحور الايراني وإيجاد مخارج لتجميع كل الطوائف لوحدة لبنان. وبعد التمحيص في خيوط الجريمة، فهي تنتهي في محيط الحريري...، أكيد أن البقية معروفة، جاءت حرب يوليوز (تموز) وشعارات الشرق الأوسط الجديد ونزع سلاح الجنوب والتجييش الطائفي.
لا يمكن فهم خلفية مقتل السفير الروسي في قلب أنقرة، بدون مسك خيوط التقارب الروسي التركي الأخير، والوعي المتأخر لتركيا بتورطها في الحرب على سوريا، لأن لاعبي الناتو ليس من مصلحتهم نهاية الحرب بالشام، خصوصا أن المكاسب المخطط لها لم تتحقق بعد، وأن الهدف الأسمى بخلق إمارات تابعة للناتو بسوريا فشل، يتضح إذن أن خلط الأوراق لإرباك التقارب بين روسيا وتركيا هو الهدف الأساس، وحتى خيوط المحاولة الانقلابية بأنقرة تنتهي خيوطها عند CIA، لأنها أيقنت أن تركيا ستتراجع عن مخططاتها التفتيتية لسوريا ومحاولتها التفاهم مع الدولة السورية.
الاغتيالات السياسية تكون أعقد من جرائم اغتيال الأفراد.
- ملحوظة لها علاقة بما سبق:
الأدوات التي تنفذ عمليات الاغتيالات السياسية، يتم اختيارها بعناية، شحن متطرف وتوجيه الأداة بشكل محكم عن بعد، وإتلاف خيوط الوصول للفاعل الأصلي، الإسكافي الذي اغتال الشهيد عمر بن جلون نموذجا.