وأشار العوني أن ما وقع في حلب ومايجري من خلط لها مع نتائج الحرب يفيد أن الحرب أصبحت تدور داخل وسائل الإعلام أولا وفي الشبكات التواصل الإجتماعي قبل أن تجري النتائج على الأرض، فكثير من ما تم الترويج له ظهر أنه مجانب للحقيقية، فمثلا سقوط حلب جرى الحديث عنه منذ عام من طرف النظام السوري، والطرف الآخر كان يقول إن حلب ستكون هي مقبرة النظام السوري وحلفائه، وطبعا الغائب في كل هذا – يضيف العوني – هو الإنسان، حيث يتم استغلال معاناة الإنسان والتلاعب بها، مبديا خشيته من خلق حالات معاناة من أجل تصويرها في إطار خطط تربط بين العسكري والدعائي والمخابراتي والإعلامي، فالمعاناة أصبحت مادة للحرب، حيث لم يعد للإنسانية شرف حتى الحديث عن قواعد جنيف المرتبطة بالتعامل مع المدنيين أثناء الحروب وتمكينهم من الإسعاف والأدوية ..محملا لأطراف الصراع في سوريا الى جانب الأمم المتحدة مسؤولية الإنتهاكات التي تجري بحق المدنيين التي كانت توصف بالكارثية خلال الحرب العالمية. وعلاقة بموضوع الإرهاب بالشرق الأوسط، تساءل العوني بهذا الخصوص " لو الطائرات التي انفجرت في الولايات المتحدة يوم 11 شتنبر 2001 انفجرت في وسط الكيان الصهيوني هل كان هذا الكيان سيظل موجودا ..اذن لماذا تم اختيار الذهاب بعيدا بينما كانت نفس الأدوات قد تؤدي الى نتيجة لو وجهت الى العدو الحقيقي لمن يعتبرون أن أحد محركات وجودهم هو القضية الفلسطينية والظلم الذي عاشه ويعيشه الشعب الفسلطيني " كما تساءل محمد العوني بنوع من السخرية " لماذا لم تطلق داعش ضد الكيان الصهيوني أية رصاصة ؟ علما أنها حاربت الجميع وفجرت في أراضي تركيا ومصر والعراق والأردن..فكيف لم تقدم على أي عملية داخل الأراضي المحتلة من قبل الصهاينة ؟ " مضيفا بأن هذا يؤكد أن هذه الأدوات الإرهابية ورائها المتحكمون في رقعة الشطرنج.