" فين هو مجلس المدينة، الذي أمطرت مكوناته الحزبية، جميع الناخبين بحزمة من الوعود وكأن سماء مراكش ستمطر في عهدهم ذهبا على الناس " يتساءل أحد أبناء عاصمة النخيل بامتعاض وحسرة، مستغربا في تصريحه ل " أنفاس بريس " وهو يقول " أتعجب، من أين خرجت هذه الجيوش من الشباب والأطفال، لممارسة وامتهان آفة التسول بأهم نقط سياحة، أمام أعين الوافدين على مراكش من مختلف الجنسيات "، ولم يفت ذات المتحدث أن يساءل كذلك الجسم الجمعوي و الحقوقي قائلا " ألا يمكن للجنة الجهوية لحقوق الإنسان، والفعاليات الجمعوية المهتمة بقضايا الناس، أن تتدخل لوخز ضمائر المشرفين على شأننا المحلي وتنبيههم إلى هذه الظواهر التي تخدش صورة مدينة أريد لها أن تكون نموذجا عالميا على المستوى البيئي، والسياحي، والتراثي، والفني، ... ؟ ". في نفس السياق قال أحد الأطباء بنفس المدينة أن تفشي ظاهرة " النصب على السائحين، من طرف أشخاص يقدمون أنفسهم على أنهم مرشدون سياحيون " ذكور وإناث "، قد عادت بقوة من جديد بعد انتهاء مؤتمر المناخ بمراكش ـ العرس سالة ـ ، وأنه عاين وسمع كيف يتآمر هؤلاء على سائحتين أجنبيتين، كبضاعة تسلم من يد ليد حسب المنتوج الذي يسوقه ممتهن وظيفة المرشد السياحي المزور" معتبرا أن " عدم اهتمام المسئولين بهذه الظواهر ( التسول/ والنصب على السائحين/ ...) ومحاولة رصدها ومحاربتها بالطرق القانونية يعطي الانطباع بأن هناك تسيبا ملحوظا على مستوى تدبير الشأن المحلي بمراكش، ومقاربة حضور الإنسان اجتماعيا غير حاضرة في الأجندة المؤسساتية ". العديد ممن سألناهم عن الظاهرتين ، أكدوا أن " غياب الشرطة السياحية، وعدم قيامها بالواجب شجع بزوغ صور غير مقبولة، بفضاءات مدينة مراكش، تؤشر على سلبية التدخل الإستباقي أمنيا وقانونيا واجتماعيا وإنسانيا، من خلال كذلك انتشار ممارسة التسول من طرف شباب ونساء وأطفال يستعرضون مختلف حاجياتهم الملحة بشتى الوسائل " . هذه رسالة لمجلس مدينة مراكش، وللسلطات المحلية، والشرطة السياحية والقضائية، على اعتبار أن التنسيق بين هذه المكونات قد يفرز بدائل للتدخل اجتماعيا وإنسانيا لتوفير سبل الحد من هذه الظواهر التي عادت بقوة لمدينة النخيل، وعادت معها كل الصور والمشاهد المقززة، التي يمكن تصنيفها في خانة التلوث والضجيج البيئي وكأنه قدر مسلط على المراكشيين.