الأمريكان و فرنسا تستنجدان بالذي كانوا بالأمس يكذبان

الأمريكان و فرنسا تستنجدان بالذي كانوا بالأمس يكذبان

بعد اجتماع (أصدقاء سوريا)، فرنسا تسعى إلى عرقلة خطة روسيا السياسية بعد أن فشلت في عرقلة خطتها العسكرية. أما أمريكا فتعترف بفشل جهودها الداعمة لمن يسمون أنفسهم أصدقاء سوريا و تكتفي باستعطاف بوتين من أجل ضمان خروج المسلحين من مدينة حلب. أما أردوغان، فلا ذكر لصوته الذي أصم آذاننا في بداية الأزمة السورية و تبجحه بطرد الاسد في شهر و للأبد. فقواته المسكينة لم تظفر بأي شيء، لا في حلب ولا في الموصل ولا في أي قطر يذكر. لقد روضت هذه القوات و أصبح  لا يسمح لها  بتجاوز خط ما بعد خمس كيلو من وراء حدود بلده مع سوريا.

أما إسرائيل فقامت بقصف مناطق خالية بدمشق حتى تسجل حضورها المخجل الأخير الذي يسبق الرحيل.

أما دول الخليج، دول القشابات و العبائات فتشربكت بين أرجلها  خيوط نار اليمن و العراق و سوريا فسقطت في مستنقع الحروب  فلم تقو على النهوض في بلادها و لم تجد إلى الخروج من بلدان الناس سبيلا.

المهم أن الجميع يبحث عن وسيلة تمكنه من حفظ ماء قفاه،  أما ماء وجهه فقد جف من زمااااان. حتى رطوبة البترول و أمواله لم تعد تجدي شيئا أمام شدة حرارة قنابل الجيش الروسي و السوري و اليمني.

بالأمس كم طبلت تلك الدول (الصديقة لسوريا) وكم زمرت للحرب في سوريا تحت ذريعة إبعاد الأسد من الحكم، والآن ترقص على جثت المدنيين الأبرياء و تساوم وتستنجد ببشار رهبا من لبس العار  و رغبا في خروج آمن للإرهابيين الذين سلحتهم بالأمس وسمتهم زورا معارضين.

ما معنى هذا التلاعب بأرواح العباد و الاعتداء على أمن  البلاد من قبل دول تدعي في هذا الزمن الحضارة مثل أمريكا و فرنسا التي تجاوزت جرائمها جرائم إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد. لقد دمروا سوريا عن بكرة أبيها وأكثروا فيها الفساد و أعلنوا اليوم أنهم لن يدعموا إعادة إعمارها  ما لم يحصلوا على ضمانات. إنه عود على بدء. نفس ألاعيب البداية تكرر دونما خجل و هي التي لم تزعزع مكان لا أسد و لا  أرنب

رجاء هاهي حاملات طائراتكم شارل دوغول راجعة خائبة من حيث أتت، فاركبوها بسلام آمنين واقبروا سياستكم الفاشلة إلى أبد الآبدين.