الصادق العثماني: الاحتفال بعيد المولد النبوي ليس شركا، فلماذا تريدون صرف الناس عنه؟

الصادق العثماني: الاحتفال بعيد المولد النبوي ليس شركا، فلماذا تريدون صرف الناس عنه؟

هجوم عنيف هذه الأيام من بعض المتفيقهين عبر الشبكات العنكبوتية يحاولون ما استطاعوا إليه سبيلا صرف الناس عن الاحتفال والفرح بمولد الهادي محمد صلى الله عليه وسلم، وكأن الاحتفال بمولده والفرح ببعثته شرك وكفر وفسوق وعصيان؛ مع أن ساداتنا العلماء قرروا في قواعدهم الفقهية أن كل وسيلة دالة على تعظيم وتبجيل رسول الله مشروعة ما لم تكن تأليها وعبادة.. ولهذا إمامنا مالك رضي الله عنه وأرضاه ابتدع وسيلة خاصة به تجعله يحتفل برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل وقت وحين، فكان رحمه الله لا يخرج إلى مجلس رواية الحديث النبوي حتى يغتسل ويتطيب ويلبس أحسن لباس ويطيب المسجد بالبخور، وما أمر نبينا بذلك وﻻ فعل الصحابة الكبار هذا، كما كان رحمه ﻻ يركب دابته في حرم المدينة المنورة خشية المرور  على موضع وطئه قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان بعض العلماء كذلك يمشون في المدينة ومكة المكرمة حفاة للعلة نفسها.

وهكذا نجد علماء أهل السنة والجماعة ابتدعوا الكثير من المناسبات والاحتفاﻻت منها ختم صحيح البخاري تعظيما لرسول الله وﻷحاديثه الشريفة، وإقامة اﻹحتفال بحفظ القرآن الكريم وختمه، ويسمى هذا الاحتفال عندنا بالمغرب ب "البقرة الكبيرة"، كما أن هناك احتفاﻻت بدخول موسم الحرث والحصاد والصيد، واحتفاﻻت بانتهاء الموسم الدراسي والتخرج وغير ذلك.. وهذا ما جرى به العرف عند الكثير من الشعوب المسلمة في مشارق اﻷرض ومغاربها؛ فكيف يسمح هؤﻻء بهذه الاحتفاﻻت؟ ويصمتون صمت اﻷموات تجاهها منها احتفال بختم صحيح البخاري؛ بينما الاحتفال والفرح بخير الورى الهادي محمد صلى الله عليه وسلم، يتجندون ويجندون أتباعهم لصد المسلمين عنه، إنه الجهل بشحمه ولحمه يا عالم !