شيماء ربيعة: قانون التقاعد ليس مقدسا، فبضغط الشارع سقطت دساتير فما بالك بقانون تنظيمي

شيماء ربيعة: قانون التقاعد ليس مقدسا، فبضغط الشارع سقطت دساتير فما بالك بقانون تنظيمي

تتحدث شيماء ربيعة، عضو اللجنة الوطنية للتنسيقية الوطنية لإسقاط خطة التقاعد، عن خلفيات خوض التنسيقية لإضراب وطني في قطاع الوظيفة العمومية، وذلك يوم الأربعاء 14 دجنبر الجاري مرفوقا بمسيرة في الرباط، موضحة علاقة التنسيقية بباقي المركزيات النقابية، وكيف أن جميع التنسيقيات تأسست بعد فشل النقابات أو تجاهلها لملف فئوية معينة.

+ أعلنتم داخل تنسيقية مناهضة أنظمة التقاعد خوض إضراب وطني يوم 14 دجنبر الجاري في جميع المؤسسات العمومية، إلى أي حد تتوفر التنسيقية على القوة التنظيمية والتعبوية لتنظيم هذا الشكل النضالي؟

- الإضراب العام الذي دعت إليه التنسيقية الوطنية لإسقاط خطة التقاعد يوم 14 دجنبر والمرفوق بالمسيرة الوطنية بالرباط جاء تتويجا للخط النضالي التصاعدي للتنسيقية، فبعد مسيرة 2 أكتوبر البطولية المقموعة بالرباط ظلما من طرف القوات المخزنية، عقد المجلس الوطني للتنسيقية اجتماعا عاما حضره ثلة من المناضلين عن مجموعة من التنسيقيات الإقليمية، حيث تم الاتفاق على قرار الإضراب العام بالوظيفة العمومية بعد نجاح مجموعة من المسيرات والوقفات الوطنية والإقليمية التي خاضتها التنسيقية بالرغم من القمع والتعتيم الإعلامي الرسمي الممنهج على المحطات النضالية للتنسيقية، فعدد المناضلين في ازدياد مستمر ومناضلي التنسيقية أبانوا في جميع المحطات على قدرتهم التنظيمية والتعبوية.

+ لكن من خلال تتبع الأشكال النضالية للتنسيقية، مازال هناك ضعف ذاتي من حيث الحضور في الوقفات سواء الجهوية او المركزية، لماذا في نظرك لا يغري موضوع التقاعد بما لأهميته في أن يشكل أولوية لعشرات الآلاف من الموظفين عِوَض حضور المئات من موظفي قطاع التعليم؟

- عكس ما ذكرت تماما، فالتنسيقية تعرف تطورا ملحوظا يتمظهر في تزايد انخراط الموظفين، وفي هيكلة تنسيقيات إقليمية جديدة، ولجان تحضيرية في طور التأسيس منها في أقصى الجنوب المغربي، أما مسألة وجود مناضلي قطاع التعليم بكثرة داخل التنسيقية فهذا أمر عادي إذا قارنا نسبة موظفي التعليم مع باقي القطاعات، في حين نجد أن هياكل التنسيقية تضم جميع القطاعات: الصحة، العدل، الفلاحة، الجماعات الترابية.. وبالمناسبة جميع المحطات النضالية التي خاضتها التنسيقية شهدت حضور موظفين من جميع القطاعات.

+ أليس هناك تنسيق نقابي من أجل الانخراط الشامل في إضراب 14 دجنبر؟

- طبيعة التنسيق داخل التنسيقية هو بين أفراد وليس بين إطارات ليس بهدف الإقصاء، ولكن حتى لا ننقل الصراعات النقابية والتجاذبات الهامشية التي حالت دون نجاح التنسيق النقابي في التصدي للقانون التخريبي.. التنسيقية التي تضم مناضلين من جميع التيارات وغير المستقلين غير المنتمين، وبهذه المناسبة نحيي جميع الإطارات السياسية والنقابية المساندة لمواقف التنسيقية، ونؤكد أن طبيعة النضال الوحدوي داخل التنسيقية يفرض علينا الوقوف على مسافة واحدة بين جميع التنظيمات.

+ ومع ذلك فإن البعض يعتبر أن خلق التنسيقية بما هي فضاء مفتوح متعدد الخلفيات النقابية والسياسية، هو طلاق مع الإطارات النقابية التقليدية، كيف تردين على ذلك؟

- للأسف فإن أغلب النقابات قامت بطي ملف التقاعد نهائيا، بعد المصادقة عليه، ونحن داخل التنسيقية نعتبر القانون الوضعي ليس مقدسا، فبضغط الشارع سقطت وتغيرت دساتير فما بالك بقانون تنظيمي.فجميع التنسيقيات تأسست بعد فشل النقابات أو تجاهلها لملف معين، ونضالها يكون مرحليا مرتبطا بطبيعة ملفها المطلبي، وقد نجحت فعلا مجموعة من التنسيقيات عما عجزت النقابات عن تحقيقه، وفي نفس الوقت نسجل أن طبيعة الملفات الفئوية التي تشتغل عليها التنسيقيات لا يمكن أن تكون بديلا للإطارات النقابية لمقاربتها الشمولية في الدفاع عن الطبقة العاملة والتي نتمنى أن تتجاوز المرحلة الصعبة التي تمر منها وأن تعيد العمل النقابي إلى سكته الصحيحة.

+ ألا تعتبرون بأن النقابات هي التي ساهمت في تبني هذا القانون الخاص بالتقاعد؟

- صحيح أن مجموعة من النقابات الحزبية ساهمت بشكل مباشر في تبني هذا القانون والبعض من النقابات لم تنجح في تدبير التنسيق فيما بينها، ربما قد يكون الأمر مدبرا من أطراف خارجية تتحكم في مجموعة من القرارات داخل النقابات.

+ ما هي آفاق أشكالكم النضالية إذا كانت الحكومة الحالية سائرة في الاقتطاعات من الرواتب بدعوى إصلاح وإنقاذ أنظمة التقاعد؟

- التنسيقيات معروفة بخطها النضالي التصاعدي حتى تحقيق المطالب تحت شعار "ما لم يحقق بالنضال يؤخذ بمزيد من النضال"، فالتنسيقية عازمة على إسقاط هذا القانون الجائر وإلغاء معاشات الريع بكل الوسائل النضالية الممكنة، وفي هذا الإطار أجدد الدعوة إلى كافة المتضررين من السياسات العمومية الرامية إلى تخريب الوظيفة العمومية وضرب الخدمات العمومية على رأسها الصحة والتعليم، إلى المشاركة المكثفة في الإضراب العام وفي المسيرة الوطنية يوم 14 دجنبر بالرباط، وهذا اليوم له رمزية كبيرة لدى المغاربة ومجموعة من النقابات المناضلة خصوصا.