رئيس جمهورية مدغشقر هيري راجاوناريمامبيانينا، و الملك محمد السادس
هنا تتأكد مرة أخرى أن استراتيجية المغرب تجاه إفريقيا هي السلامة الروحية والمذهبية التي وحدها تقوي اسمنت الهوية المنشودة لإفريقيا، وبعدها فقط تأتي الاختيارات السياسية كفن الممكن المتغير بحسب أهواء السياسيين، على اعتبار أن أسس التعاون التي يرسيها المغرب مع شركائه الأفارقة لا تنظر إلى الدول الإفريقية كورقة يناصيب قد تكون رابحة مرة وخاسرة مرة أخرى، ولكنها تقوم على منظور استراتيجي ثابت.
من هنا أهمية وصفتنا الناعمة في مخاطبة إفريقيا باعتبارها المفتاح الدائم، سواء ضمن شق الدول التي تؤازر قضيتنا الوطنية، أو تلك التي تنصب لنا العداء. إن نيجيريا التي كانت أقوى خصومنا في المحيط الانكلوساكسوني، وفي القارة عموما هي البلد الذي نتقاسم معه ثوابت العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف. وهو ما يعطي الدليل على أن الموقف السياسي يشتغل دائما في إطار العابر، بحيث ما كان لنا أن نكسب هذا البلد الكبير اقتصاديا وديموغرافيا إلى جانبنا لولا وعي القادة الأفارقة بأهمية استراتيجية المغرب القائمة أساسا على الاستثمار في ما هو جوهري ومستدام، أي على الاستثمار في المستقبل.