تمهيدا لنسف مجانية التعليم: بنكيران يدشن ولايته الحكومية بتدمير المدرسة العمومية

تمهيدا لنسف مجانية التعليم: بنكيران يدشن ولايته الحكومية بتدمير المدرسة العمومية

تماما كما هو منتظر من حكومة عبد الإله بنكيران المنتهية ولايتها، فلقد امتد النهج الليبرالي المتوحش إلى القطاع الثاني في سياساتنا العمومية بعد القضية الوطنية ليشمل إلغاء مجانية التعليم الذي بدأ التلويح به عبر المجلس الأعلى للتعليم تناغما مع قرارات خطيرة مماثلة همت سابقا إلغاء دعم صندوق المقاصة، وإقرار إجراءات ما يسمى إصلاح صندوق التقاعد مع تحميل الموظفين تبعات إفراغها، وإلغاء التوظيف المباشر مع تثبيت التوظيف بالعقدة في أحسن الحالات، ونتيجة مثل هذه القرارات بل أخطرها فتح الباب

للهجوم الشرس على القدرة الشرائية للمواطن.

قرار إلغاء مجانية التعليم لا يعني فقط رغبة الحكومة في تفويت القطاع أو خوصصته، ولكن أساسا في إقرار فكرة استقالة الدولة عن تقديم الخدمات العمومية للمغاربة.

القرار يعني كذلك أن مسلسل التراجعات في هذا القطاع لن ينتهي اليوم لأنه بلا ضفاف ما دام يفكر في إنعاش عجز الميزانية من جيوب المواطن البسيط، والبسيط وحده.

في هذا الإطار لابد أن نستحضر اتفاق النخبة المغربية بمختلف مكوناتها، بل بتناقض هذه المكونات، سنة 1957، على المبادئ الأربعة الضامنة لتأسيس المدرسة العمومية المتحررة من آثار التركة الاستعمارية. يتعلق الأمر بـ: التعميم،، التوحيد، التعريب، المغربة. وها هي عقود الاستقلال تمضي ليعود بنا بنكيران إلى نقطة الصفر، حيث لا توحيد ولا تعريب  ولا مغربة  ولا تعميم. كل ما يتوقع من مبادرات من الحكومة التي تدعي شرعية تمثيل المغاربة هو تهديد المغاربة بمزيد من النزيف الشرس والإجهاز على مكاسبهم، بما فيها ما يشكل قطاع التربية والتعليم رأسمالهم الرمزي الذي يحقق بالفعل تجلي السيادة الوطنية، فقط امتثالا لأوامر صندوق النقد الدولي.

أما بعد فالمؤكد أن ما ينتظرنا في السياق الوطني الراهن كما وضحنا ذلك مرات عديدة هو الأسوأ، إذ سيجد بسطاء المغاربة أنفسهم في الجحيم بلا معارضة قوية تسند ظهرهم، وبلا برلمان يشبه تطلعاتهم، وبلا بريق أمل يمنحهم إمكانية الحلم تحت سماء المغرب المشعة. حكومة بنكيران المتمتعة بشرعية صناديق الاقتراع، يا حسرة!، كانت أقسى الحكومات في عقاب المغاربة لأن أغلبيتهم اختارت ببساطة أن تصوت على بنكيران وحزبه، وبئس الاختيار والمصير، لكنها الديموقراطية التي لا يعلى عليها!

(تفاصيل أوفر تقرؤونها في العدد الحالي من أسبوعية "الوطن الآن" المتواجد في جميع الأكشاك)

une-Coul-3