رغم تقديم مشروعه أمام الملك.. مطرح النفايات بمنطقة المنجم رقم 5 باليوسفية لم ير النور بعد

رغم تقديم مشروعه أمام الملك.. مطرح النفايات بمنطقة المنجم رقم 5 باليوسفية لم ير النور بعد

من المشاريع البيئية المهمة التي قدمت للملك أثناء زيارته لمدينة اليوسفية، عاصمة إقليم أحمر، سنة 2008، مشروع مطرح النفايات المشترك، على أرضية وعاء عقاري في ملكية المجمع الشريف للفوسفاط بمنطقة المنجم رقم 5 المغلق.. هذا المشروع الذي لم ير النور مدة 8 سنوات خلت، كان من المنتظر أن تنخرط فيه كل من وزارة الداخلية، وقطاع وزارة البيئة، والجماعة الترابية لمدينة اليوسفية، وإدارة موقع إنتاج الفوسفاط بمنطقة الكنتور.

وحسب مصادر "أنفاس بريس" فكل الترتيبات والإجراءات والدراسة بوشرت في أفق استثمار ذات الوعاء العقاري وتحويل مطرح النفايات القريب جدا من المنجم رقم 1 (زبالة لغشيوة) إلى المنجم المغلق رقم 05، بل إن قطاع وزارة البيئة كشريك في ذات المشروع كان قد خصص غلافا ماليا لهذا الغرض، إلا أن تقاعس وتخاذل مصالح عمالة إقليم اليوسفية حال دون ذلك، مما أربك عمليا مخططا بيئيا في غايت الأهمية وعطل تنفيذه بين الشركاء إلى غاية اليوم.

A-Matrah1

ناقلة الفوسفاط التي شيدها المجمع الشريف للفوسفاط مؤخرا لنقل الفوسفاط من المورد رقم 1 المكشوف باليوسفية

وفي انتظار أن تحرك وزارة الداخلية مصالحها بعمالة اليوسفية والمؤسسات المنتخبة المعنية، من أجل إخراج مشروع مطرح النفايات وإحداثه فوق الوعاء العقاري التابع للمجمع الشريف للفوسفاط بالمنجم رقم 05 المغلق، لا بد من التنويه بقرارات حاسمة تتعلق بتجويد البيئة على مستوى جمع وفرز وتدوير النفايات والأزبال بمختلف أصنافها، واستخراج الغاز الطبيعي، اتخذت على هامش مؤتمر المناخ كوب 22 بمراكش، فضلا عن قرار القضاء نهائيا على المطارح العشوائية التي تتسبب في اختلالات خطيرة تمس بالمجال البيئي كما هو واقع حالنا اليوم. من هنا تنتصب أمام المتتبع لتطورات ملف مطارح النفايات بإقليم اليوسفية، أسئلة تدبير زمن الاختلالات البيئية، على اعتبار أنه حان الوقت للقضاء نهائيا على المطرح القديم بالقرب من المنجم رقم 01، والاشتغال بجدية على ملف مشروع مطرح النفايات الجديد بمقاييس علمية وبيئية تحترم شروط استثماره.. لماذا؟

- أولا، الزائر لليوسفية وهو يسير في اتجاه مطرح النفايات بالمنجم رقم 01 "لغشيوة" عبر طريق القريتين المنجميتين سيدي أحمد ولمزيندة، مرورا بحي الجبورات، وواد الذهب، يكتشف أن عبور شاحنات نقل النفايات تخلف وراءها أزبالا مختلفة في ذات الطريق التي يتربع بجانبها مستشفى الأميرة للاحسناء، وما يترتب عن ذلك من مشاكل بيئية، زد على ذلك أن هناك تجمعات سكنية تعاني من مخلفات نقل النفايات المضرة بصحة الإنسان.

- ثانيا، أن المجمع الشريف قد حول أنظاره مجددا نحو المنجم رقم 01 لاستغلال إنتاج الفوسفاط المكشوف، حيث أن القطاع قد شرع منذ مدة في التخطيط لإقامة ناقلة مطاطية للفوسفاط من ذات المنجم نحو معامل التنشيف والتكليس ستكلف القطاع غلافا ماليا كبيرا، وسخر إمكانيات هائلة لإحداث مرافق إدارية وإنتاجية لتتبع عملية الإنتاج بمنطقة "العويج" المتربعة على هضبة الكنتور (بين اليوسفية وبن جرير)، مما يعني أنه لم تعد هناك جدوى في وجود المطرح القديم الذي يشوه الطريق بيئيا ومجاليا، ويخدش صورة الاستثمار والتنمية، ارتباطا بنتائج مؤتمر المناخ في شقه المتعلق بالتوازن البيئي والقضاء على المطارح العشوائية.

A-Matrah2

المرافق الإدارية الجديدة بمنطقة العيوج

لذلك فالضرورة ملحة اليوم لنفض الغبار عن ملف مشروع مطرح النفايات الذي قدم للملك، وإعدام المطرح العشوائي بالمنجم رقم 1، الذي أضحى نقطة سوداء تعكر صفو الساكنة وتصدر انزعاجا بيئيا نحو الأرض والسماء. وتشوه مورد انتاجي كبنية استقبالية اقتصادية.

فما هي الأسباب الحقيقية التي عطلت إقامة مطرح النفايات؟ وما هي التبريرات التي يمكن أن تقدمها مصالح عمالة اليوسفية في هذا الشأن؟ وهل مازالت الشركات بين الأطراف المعنية قائمة؟ وهل من بلاغ لطمأنة الرأي العام في الموضع؟