إذا وضعنا جانبا جبل المشاكل التي يعاني منها قطاع الصحة بالإقليم ، لأنه القطاع الاجتماعي الوحيد من بين القطاعات الاجتماعية الأخرى ، الذي نال حصة الأسد من تشريح أمراضه التي نقلتها المنابر الإعلامية ، ووسائط التواصل الاجتماعي ، بل كان محط لقاء تواصلي / تشخيصي أشرف على ترأسه عامل دار الضمانة ، وكان قد انتهى ببلورة جملة من التوصيات لم تلمس ساكنة الإقليم من المسؤولين المباشرين على القطاع تنزيلها على أرض الواقع . فإن تركيزنا في هذا المرور الصحفي السريع سيتعرض لاستهتار بعض الأطباء - لحسن الحض أنهم قلة - بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم . المعطيات المتوفرة للجريدة ، وهي بالمناسبة نفس المعطيات التي فجرتها ممرضة في الأيام الأخيرة بلقاء عمومي بدار الشباب المسيرة ، تتحدث عن تعطيل حفنة من الأطباء / الطبيبات تقديم الخدمات للمرضى ، مع ما يترتب عن ذلك من مضاعفات خطيرة يؤدي فاتورتها المريض من صحته وعمره . تعطيل زمن الزيارات والفحوصات بالمستشفى الإقليمي أبو القاسم الزهراوي مرده ، اعتماد المتحدث عنهم / عنهن ، وأمام أعين إدارة المستشفى ، والمدير الإقليمي ، توقيتا لا وجود له في أي بقعة بالعالم . بحيث كما يتحدث أكثر من مصدر ، هناك من يلتحق بمقر عمله مرة في الأسبوع ، وهناك من يلتحق مرتين في الشهر . مثل هذا السلوك المتمرد على القانون هو الذي قال عنه ملك البلاد بنبرة حادة في الخطاب المشار إليه " إن الهدف الذي تسعى إليه كل المؤسسات هو خدمة المواطن ، وبدون قيامها بهذه المهمة فإنها تبقى عديمة الجدوى ، بل لا مبرر لوجودها أصلا " . أمراض كثيرة تنخر قطاع الصحة بهذا الإقليم الفتي الذي تتموقع غالبة ساكنته بدائرة الهشاشة الاجتماعية ، وهو ما كان يستدعي من الوزارة الوصية بأن تسارع إلى إخراج مركب المستشفى الإقليمي للوجود ( الحالي يعود إلى الحقبة الاستعمارية ) ، وتعزيزه بالآليات والتجهيزات والأطر الصحية الكافية ، وتوسيع وتنويع وتجويد الخدمات الصحية بالعالم القروي ، وذلك ببناء مستشفيان محليان بكل من مركز عين دريج ، ومركز زومي ، وإخضاع التدبير الإداري والمالي للقطاع للتقصي والافتحاص ، والعمل على مصالحة حفنة من العاملين والعاملات بدواليبه مع المسؤولية التي قال عنها جلالة الملك في تشريحه لجسد الإدارة المغربية العليل " غير أن المسؤولية تتطلب من الموظف ، الذي يمارس مهمة أو سلطة عمومية ، تضع أمور الناس بين يديه ، أن يقوم على الأقل بواجبه في خدمتهم والحرص على مساعدتهم " . انتهى الكلام ، فهل يبدأ العمل ؟