محمد أمين الزروتي: عودتنا للدراسة مشروطة بمدى تنفيذ وزارة التعليم لالتزاماتها

محمد أمين الزروتي: عودتنا للدراسة مشروطة بمدى تنفيذ وزارة التعليم لالتزاماتها

يتحدث محمد أمين الزروتي، الناطق الإعلامي باسم التنسيقية الوطنية لطلبة مدارس العلوم التطبيقية، في هذا الحوار عن سياق عودة الطلبة للمدرجات بعد شهر ونصف من مقاطعة مفتوحة للدراسة، معتبرا ذلك مقترنا بمدى تنفيذ وزارة التعليم لالتزاماتها..

+ قررت التنسيقية الممثلة لطلبة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية، استئناف الدراسة ابتداء من يوم الاثنين 14 نونبر الجاري، بعد أكثر من شهر ونصف من مقاطعة الدراسة، كيف تم اتخاذ هذا القرار؟

- تم ارتكاز قرار استئناف الدراسة على أساس بلاغ مشترك صادر عن وزارة التعليم العالي والنقابة والوطنية لأساتذة التعليم العالي، ومفاده، تعليق العمل بالمرسوم المثير للجدل الذي يدمج المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية المعروفة اختصارا بـ ENSA، ضمن البوليتيكنيك، وهو المرسوم الذي وضعه وزير التعليم العالي السابق الداودي وسبب انتفاضة طلابية رافضة له. كما ركز ذات البلاغ على إشراك الطلبة في أية مشاورات بخصوص إصلاح النظم التربوية والإدارية لمدارس العلوم التطبيقية، وقبل ذلك هناك تشديد على إعادة النظر في المرسوم المشؤوم، أمام كل هذه المستجدات فإننا لم نكن نقاطع من أجل المقاطعة أو نناضل من أجل النضال، بل كانت لنا مطالب واضحة في مقدمتها سحب المرسوم لأنه وضع لغير صالحنا. لقد كنا منفتحين على جميع المبادرات من أجل حل المشكل، ومقاطعتنا للدراسة كانت آخر الأوراق النضالية التي أتت أكلها بفضل التفاف الطلبة وإصرارهم على مطلب واحد بغض النظر على مستويات دراستهم في هذه المدارس..

+ هل هي عودة نهائية للمدرجات، أم عودة معلقة بتنفيذ ما تضمنه البلاغ المشترك؟

- طبعا هي عودة ليست على شكل شيك على بياض، بل هي مقرونة بمدى تنفيذ ما تضمنه البلاغ المشترك بين الوزارة والأساتذة. نحن سنتابع مسألة إشراك الطلبة في أي مشروع للإصلاح، وقبل ذلك سنرى هل هذا المشروع يصلح لمسارنا الدراسي والمهني، وإذا كنا أمام عودة للنضال، فلن نستكين عن ذلك، لأنه ليس لنا غير ذلك. الآن في ظل تعليق العمل بالمرسوم المشؤوم، وفي ظل غياب أي معلومات عن تغيير مستقبلي، فلن نكون متهورين لنخرج للشارع للاحتجاج أو نقاطع الدراسة، مادامت أن هذه الأساليب الاحتجاجية هي وسائل وليست أهدافا في حد ذاتها.. ولا تنس أنه كانت هناك وعود شفوية من الوزير السابق لحسن الداودي، لكننا لم نعتد بها، لأنها كانت تفتقد للإجرائية والالتزام.. لكن أمام التزام مكتوب تضمنه البلاغ المشترك المذكور، أبدينا حسن نوايانا مع اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للتصدي لأي تراجع.. فمن حيث المبدأ لسنا أولا كطلبة أو مواطنين ضد أي إصلاح لنظمنا الدراسية، لكننا ضد أي ضرب لمصالحنا.. لكن كنا وما زلنا ضد المرسوم الذي جاء به الوزير لأنه يشكل خطرا على حاضر ومستقبل الطلبة، لأنه قرار متسرع وغير مدروس ولم نشارك فيه كطلبة باعتباره يهمنا بالدرجة الأولى، فالارتجالية هي سمة القرار المشؤوم، مما جعلنا نتصدى له بالكامل..

+ ما هي سمات هذه الارتجالية؟

- أهم تجليات الارتجالية، أن الطلبة كطرف أساسي في العملية التربوية لم يتم الاعتراف بهم، ولم يتم التشاور معهم في هذا المرسوم قبل طرحه للتنفيذ، فنحن لسنا فئران تجارب لهذه الوزارة، وإذا كنا نشارك في الانتخابات التشريعية والجماعية والاستفتاء، فمن الاستصغار أن يتم إقصاؤنا من أي مشاورات في ما يهم مستقبلنا الدراسي والمهني، ولن نقبل مستقبلا بأي قرار ينزل من الفوق، أو يمس كرامة الطلبة المهندسين. وبهذه المناسبة نثمن جهود الوزيرة ضمن حكومة تصريف الأعمال، وقامت بما يتعين القيام به، لهذا كان التجاوب معها إيجابيا.. وقمنا بخطوة دبلوماسية عوض المواجهة..

+ لكن البلاغ تحدث عن تعليق العمل بالمرسوم، وليس سحبه، كما كان مطلبكم، هل هذا يندرج ضمن مفاوضات مستقبلية مع وزارة التعليم العالي؟

- كما قلت لك، الوزارة حاولت الحفاظ على ماء الوجه، وعبرت عن السحب بضرورة إعادة النظر في المرسوم، وبدورنا لا يمكن القبول بمرسوم لا نتوفر على معطيات كافية بشأنه.. لهذا ارتأينا إعطاء إشارة قوية للوزارة بأننا لا نقاطع الدراسة من أجل المقاطعة، ونحن أولى بمعرفة مصيرنا الدراسي والمهني من أي جهة أخرى..

+ كيف تم اتخاذ القرار بشأن العودة للمدرجات؟

- كما كانت الأشكال النضالية تتخذ، اتخذنا قرار استئناف الدراسة، تم عقد تجمعات محلية على صعيد جميع المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية، وكلها كانت تسير في اتجاه التعامل الإيجابي مع بلاغ الوزارة ونقابة التعليم العالي، وداخل اللجنة الوطنية للتنسيقية، تم اتخاذ القرار باستئناف الدراسة، مع أننا ما زلنا متشبثين بمطلبنا في إشراك الطلبة في أي عملية إصلاح..

+ هل هناك ضمانات من أجل أن تكونوا طرفا شريكا في عمليات الإصلاح المقبلة؟

- نحن نتعامل مع الالتزامات المكتوبة، ونوايانا حسنة، ومع ذلك لسنا سذجا لكي نتراجع عن خطنا النضالي والتصدي لكل ما يمس كرامتنا ومستقبلنا المهني.. فالعودة للدراسة ليست نهائية، بل هي عودة مشروطة بمدى تنفيذ الوزارة لالتزاماتها، وأبرزها مراعاة جميع مكونات العملية التربوية في الجامعة. وكما بدأنا نضالنا بكل استقلالية، مستعدون للعودة للنضال بكل استقلالية، وبين الماضي والمستقبل، اتخذنا قرار العودة للمدرجات بكل استقلالية..