على هامش حضور اسرائيل لمؤتمر مراكش: دفاعا عن الوطن ...لا دفاعا عن إسرائيل

على هامش حضور اسرائيل لمؤتمر مراكش: دفاعا عن الوطن ...لا دفاعا عن إسرائيل

في أجواء انطلاق القمة الأممية حول المناخ والأرض بالمغرب وبالضبط بمدينة مراكش ،ظهرت سلسلة من المواقف سواء الشخصية أو الجماعية تعبر عن ادانتها لرفع العلم الإسرائيلي واستقبال الوفد الذي يمثل دولة إسرائيل فوق أرض المغرب.وسيرا على هاته المواقف أطلت علينا جريدة أنفاس بريس باستجواب من إنجاز الزميل الصحفي المهدي غزال مع السيد محمد الغفري منسق الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب والذي أكد فيه تنظيم ثلاث وقفات بكل من مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش للتنديد بسياسة التطبيع مع إسرائيل خلال فترة انعقاد القمة.
انطلاقا من ما سبق أجد نفسي آسفا وحرجا وأنا واقف وقفة المعارض في وجه أفراد وهيئات أتقاسم معهم نفس المبادئ والشعارات ،بل منهم من تربيت بين أحضانه وكان له الفضل في ما أنا عليه،لكن في المقابل أجد نفسي جد سعيد وأنا أعبر عن رأيي مادمت منسجما ووفيا لمبادئي والتي يبقى واحد من أسماها " الجهر بالحقيقة بالجدال العقلاني الفكري السلمي واجب مهما علا سلطان المرسل إليه .
قبل الرجوع إلى موضوع التطبيع وتصريحات المنسق السيد محمد الغفري لا بد لي من التذكير بـ:
-قصة لاعب الجودو المصري إسلام الشهابي الذي رفض مصافحة اللاعب الإسرائيلي أوارسون خلال الأولمبياد الأخير بريو جانيرو البرازيلية ،فبعد ان تقابلا وحيا بعضعما البعض وبعد المواجهة وهزيمة المصري بحصة 100/0،وهي بالمناسبة أقصى نتيجة في لعبة الجودو ،رفض اللاعب المصري مصافحة خصمه الإسرئيلي ، سلوك أثار استياء الجميع وتمت معاقبة اللاعب المصري وتم استغلال الحادث من طرف الإعلام واللوبي الصهيوني للترويج بكون العرب هم معادون للسامية ،وأكثر الشعوب عنصرية.واقعة اللاعب المصري نجهد مثيلات لها طيلة العقود الأخيرة والتي كانت نتائجها شبيهة بنتائج قصة ومباراة إسلام الشهابي.
-لم يسبق لأي دولة وأن تم إنزال علمها وهي عضو بهيأة المتحدة داخل أي ملتقى او تظاهرة او قمة أممية مهما كانت درجة عداوتها ومقاطعتها للدولة المستضيفة ،كما أستطيع ان أؤكد ان علم إسرائيل والوفد الإسرائيلي سيظلان بمراكش طيلة تاريخ القمة ،ولنا في التجارب والوقفات السابقة والتي شهدتها عدة قمم خير دليل على ذلك.
بعد كل ما سبق والذي كان لا بد من التذكير به أعود للسيد منسق الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب محمد الغفري والذي أكد في معرض جوابه عن سؤال حول دواعي الوقفات المزمع تنظيمها على:" الرفض التام والمطلق للتطبيع مع إسرئيل من خلال رفع علمها على هامش انعقاد cop22 وبالتالي ندين هذا السلوك الذي نعتبره قبولا للكيان الصهيوني".
الغير مفهوم من جواب السيد الغفري هو اين هي سياسة التطبيع هنا ،فالمغرب لا علاقة له لا من قريب او بعيد بالفضاء المحتضن للقمة ،فالفضاء وطيلة القمة هو فضاء أممي تنازل المغرب على سيادته عليه لصالح المنظمة الأممية طيلة المدة الخاصة بالقمة ،ذلك ما تنص عليه قوانين المنظمة ،وذلك ما يتم الإتفاق عليه مع كل دولة تسعى لإختضان قمة أممية.وبالتالي فالمغرب شأنه شأن جميع الدول لاعلاقة له برفع العلم أو استقبال الوفد الإسرائيلي فأين هي إذن مسؤولية المغرب في التطبيع مع اسرائيل حتى نقف في وجهه ونتهمه به.وهو ما كان محور سؤال الزميل المهدي غزال حول ان القمة من تنظيم الأمم المتحدة ،ليجيبنا السيد غفري:"لا أعتقد ذلك مبررا،والدليل انه لو تعلق الأمر بالبوليساريو لكان التعامل أشد صرامة ،وعليه فإننا نطالب بنفس السلوك اتجاه إسرائيل".
من خلال جواب السيد الغفري نلاحظ كيف قام بتجاوز القانون الدولي والمعاهدات والإتفاقات الدولية مع العلم ان أهميتها وقيمتها وقوتها يجعلونها أسمى من الدساتير حسب الدساتير نفسها والتي تنص في ديباجتها على أهمية القوانين والإتفاقات الدولية وعلى انضباط نصوص ومواد الدستور معها لدى الدولة المصادقة عليها ،هذا القانون الدولي الذي ينص في الاتفاقية الدولية لهيئة الأمم المتحدة في الشق المتعلق بالدول الأعضاء على ان كل دولة عضو تتمتع بكافة الحقوق الخاصة بالدول الأعضاء والتي من بينها رفع العلم والحضور بصفة عضو داخل أي نشاط اممي تنظمه المنظمة الدولية ،اما قولك البوليساريو فأنا أقول لك لو كانت البوليساريو دولة معترف بها داخل المنظمة كدولة عضو لتم رفع علمها وحضر وفد يمثلها ولن يستطيع المغرب فعل أي شيء،باستثناء عدم ترشحه لاستقبال القمة.
وعليه يتأكد بالواضح ان المغرب لا ذنب له في رفع علم اسرائيل خلال قمة المناخ سوى تنظيم التظاهرة الدولية ،كما لا سلطة لديه في إنزال هذا العلم ،بل أكثر من ذلك حتى لو اجتمعت جميع الوفود المشاركة الرسمية منها والمدنية وقررت إنزال هذا العلم لن تستطيع لأن الأمر بكل بساطة مرتبط بإجراءات وقرارات لا بد من اتخاذها داخل أروقة الأمم المتحدة بشكل رسمي وليس بمراكش ،وهو ما يجعل مطلب طرد الوفد الإسرائيلي و إنزال علمه مطلب عبثي شبيه بموقف بعض المنظمات الحقوقية التي نددت بدورها بالتطبيع!!! رغم جلساتهم السنوية بجنيف على طاولة الحوار مع ممثلي دولة إسرئيل .هي مفارقة مضحكة مبكية لما تمت صياغتها في سؤال وجه للسيد المنسق الغفري أجاب عنها:"الأمر هنا مغاير ويحتمل سياقات أخرى..".مؤكدا على ان السؤال يوجه للمعنيين به ،وأنا أقول لك ما موقف شبكتكم من تلك المنظمات ،لماذا التلاعب بالكلمات والهروب من الجواب الصريح عندما يتعلق الأمر بالمقربين ،كان من المفروض ان تطلعنا عن موقف شبكتكم وليس المحاماة على زملائكم باستغفال أبناء شعبكم ضدا في وطنكم.