الطيب حمضي: ما يرحمو.. ما يخليو رحمة ربي تنزل...العياذ بالله..

الطيب حمضي: ما يرحمو.. ما يخليو رحمة ربي تنزل...العياذ بالله..

هناك كثير من الناس الذين لا يريدون صداعا مع أصحاب الحال،

لا يريدون مشاكل مع المخزن

لا يريدون تلطيخ سيرتهم بموقف "طائش" يحسب عليهم ....

لا يريدون أن يغضب عليهم أصحاب الحال يوم المنافع ...

أو هكذا يتصورون ...

ينتظرون دائما الاشارات للتعبير عن مواقفهم ...

خوفا على مستقبلهم ....

أو هكذا يتوهمون ..

في القضايا الحارقة يكتبون لإعطاء النصح والحكمة.

ينصحون الدولة بأدب ...

وينصحون الضحايا بأدب ...

وينصحون الجمهور بأدب ...

لكن هم لا يعربون عن موقفهم، عن رؤيتهم ...

ينتظرون تطور الأحداث وموقف الحاكمين منها ...

ثم يدبجون المقالات ...

.......

يقولون مثلا :

قضية مقتل محسن فكري بائع السمك مشكلة ...

شوكة في قدم الدولة ....

شوكة في قدم البلاد ...

شوكة في قدم الضحية.. أزمة وطن ...

علينا جميعا أن نكثف ذكائنا لنخرج منها منتصرين ...

علينا أن نكون حكماء لنخرج منها متلاحمين ...

أو على الأقل بأقل الخسائر ...

مقتل ذلك الرجل فاجعة علينا أن نعرف كيف نتجاوز محنتها ...

بالتآخي والحب والوئام ...

ولكن علينا أن نحذر ممن يريد استغلال الفاجعة لينصب فخا للوطن ...

.......

هم يريدون تلميع صورهم على حساب الضحايا،

بناء علاقاتهم على حساب قيم الوطن ...

ويدبجون انهزاميتهم في شكل نظريات فكرية وسياسية واجتماعية ...

........

وا الكتاكيت ....

هذا مواطن، خالف القانون نعم،

فتمت مواجهة ذلك بطرق همجية أدت إلى وفاته بشكل مأساوي ...

شكون برك على البوطون جزء فقط من كل، كل فظيع  ....

قولوا لنا: هل من حق المجتمع أن يشمئز من مثل هكذا تصرفات؟

هل من حقه أن يحتج من هكذا معاملات؟

هل من حقه أن يقف بحزم لمحاسبة المسئولين عن الفاجعة وتقديمهم للعدالة؟

هل من حقه أن يحتج حتى لا يتكرر مثل هذا ...

إذا كان الجواب نعم ....

فالمغاربة الغاضبون خرجوا بشكل سلمي وحضاري ....

خرجوا بحرية وعبروا عن غضبهم وقدموا مطالبهم ...

إذا لم تكن لكم استقلالية القرار لتكونوا معهم ...

رجاء لا تترجموا انهزاميتكم في تحاليل حكيمة حتى الصقيع ...

لو لم يقف المغاربة وقفة الشجعان لدفن الرجل وتكرفست عائلته ...

لتكرر مثل هذا الأسلوب في كل مدن المغرب ...

لما فتح تحقيق لا معمق ولا سطحي ...

لما وصل لعلم لملك البلاد حتى خبر الحادثة، فالأحرى أن يرسل وزيرين لتقديم عزائه وإعطاء التعليمات  للبحث المعمق ...

.......

وا الكتاكيت ....

إن خروج المغاربة للتضامن هو علامة أن هذا المجتمع جسمه حي ...

الفضيحة أن يعرف العالم أن المغاربة يموتون في ظروف همجية بينما الشعب خامد، صامت، مقهور، يسمع كلام سي بنكيران بعدم الاحتجاج، وكلام جهابذة فذلكة الحكمة والتبصر ....

المشكلة، الفضيحة هي ما وقع ...

وليس التضامن والاحتجاج ضد ما وقع ... حتى لا يقع مرة أخرى...

لا تقلبوا الآية الله يعطيكم الستر... في انتظار افتضاحكم ...

........

وا الكتاكيت ...

ها العار إلا ما رحمتوش.... خليو بعدا رحمة ربي تنزل

ها العار...