غريبا أمر رئيس حكومتنا الذي سالت دموعه وديانا في الحملات الانتخابية ،وسارع لاقتناء طائرة طارت به إلى الراشدية لحضور جنازة الحسناوي ولم يتحرك لمساندة أسرة محسن بل طالب أتباعه بتفادي مساندة أسرته ،لا أستطيع إعطاء أي تفسير لموقف رئيس الحكومة الذي كان من المفروض أن يسارع إلى الحسيمة للتهدئة في غياب الملك في رحلته الخاصة أليس هو رئيس الحكومة وأن الدستور أعطاه صلاحيات يجب أن يمارسها ،وأن قلبه رهيف وسريع البكاء ،كان بالإمكان أن يكون البلسم الشافي لتهدأ ثورة الغضب في الحسيمة ونتفادى الشعارات التي رفعت في جنازة مهيبة ،يا سيدي يا رئيس الحكومة، حكم عقلك ،وعامل الناس سواسي بالحسنى ولا تجادل بكلام يعتبره المتضررون مما حدث في الحسيمة حيف وميز وتحامل على الأمازيغ وبذلك يعتبرونك معاديا لثقافتهم ونضالهم ولمحسن المواطن العفيف الشريف كان حريصا على أداء صلواته في وقتها ،و يشتغل لضمان قوته وقوت أسرته بكرامة ،ولم يكن يقبل مثل باقي أهل الريف حفدة مولاي محند بأي كان أن يصادر حقه في العيش بكرامة. كان واجبا عليك أن تغادر الرباط لتحط الرحال قرب صخرة النكور وتحضر جنازة محسن وتواسي أسرته وتهدأ الشارع المنتفض وتعدهم بمحاسبة كل من أخطأ في حقه وتحضر الجنازة وتعود. لكنك فضلت البقاء في بيتك واستقبلت من أردت ،فاستمرت حركة الشارع ليس فقط في الحسيمة ولكن في أكثر من مدينة. كان عليه أن تقطع الطريق على الذين يريدون إثارة الفتن ورفع الشعارات الإنفصالية ،كان عليك أن تستغل هذه الفرصة لتبرأ ذمتك من اتهامات وجهت لك سابقا بممارسة العنصرية ضد الأمازيغ واعتبارهم مغاربة من الدرجة الثالثة ،كان عليك أن ترد الإعتبار لهم ،وتسير في جنازة فكري. كان عليك وكان