عصام ماجد: الدولة أجهزت على القوى التقدمية لتعبيد الطريق للأصوليين لاحتلال الجامعة

عصام ماجد: الدولة أجهزت على القوى التقدمية لتعبيد الطريق للأصوليين لاحتلال الجامعة

يرى عصام ماجد، الكاتب الوطني لحركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية ( شبيبة الحزب الإشتراكي الموحد )، أن مطلب إعادة الاعتبار للمدرسة العمومية وإصلاح التعليم بشكل عام بما يعيد الوهج والاعتبار للمدرسة الوطنية العمومية، و قال لـ" أنفاس بريس" في هذا الحوار،  أنه أصبح من الضروري إعادة الإعتبار للإتحاد الوطني لطلبة المغرب.

 

+كيف تقرؤون الإحتجاجات الأخيرة للطلبة المهندسين وماهو تصوركم للتفاعل الإيجابي معها علما ان هناك من يقول أن الفراغ الذي تركته القوى التقدمية في الجامعة فسح المجال أمام تغلغل القوى الأصولية ؟

++أعتقد أن الأمر لايتعلق بغياب للقوى الديمقراطية والتي ظلت دائما حاضرة، فمنذ الإستقلال السياسي الى حدود الآن كانت دائما الرجات الإجتماعية والأحداث والمحطات السياسية البارزة كان دائما الشباب في طليعتها، حيث كان شعاره الدفاع عن المصالح الحيوية للشعب خصوصا في مجال التعليم والصحة والشغل، وتعلمون أنه في السنوات الأخيرة دخلت الدولة في سياسة رفع اليد عن المجالات الحيوية ومنها قطاع الصحة والتعليم بما فيه التعليم العالي، وقد شرعت في خوصصة عدد من القطاعات الحيوية المهمة، وبالتالي فنحن كيساريين وكقوى تقدمية نطالب بإعادة الاعتبار للمدرسة العمومية وإصلاح التعليم بشكل عام بما يعيد الوهج والاعتبار للمدرسة الوطنية العمومية. وفيما يخص احتجاجات الطلبة المهندسين فالأمر طبيعي لأن السياسة التي تنهجها الحكومة الحالية أو الحكومات السابقة تسير في اتجاه الخوصصة وهو ما يمس بجوهر منطق تكافؤ الفرص، ومدارس المهندسين أضحت الآن مستهدفة بالخوصصة بمعنى " اللي لباس عليه يولي مهندس ويولي طبيب " بالنظر للكلفة الباهظة للمدارس الخصوصية، ونحن نعرف القدرات المحدودة للمواطن المغربي والشعب بصفة عامة، بالإضافة الى إفراغ التعليم العمومي من محتواه وحصار منظمة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب وقد كنا دائما في شعاراتنا نطالب بإعادة الإعتبار لهذه المنظمة العتيدة باعتبارها هي الكفيلة بالدفاع عن المصالح الحيوية للطالب المغربي في مختلف الكليات والمعاهد.

+وهل لديكم تصور واضح للتفاعل مع قضايا الشباب والطلبة، إذ يلاحظ حضور باهت للقوى الديمقراطية والتقدمية مقابل القوى الأصولية التي استحوذت على الجامعة ؟

++لا..ليس هناك فراغ بقدر ما هناك محدودية أداء الطلبة المحسوبين على الصف الديمقراطي والتقدمي بالجامعة، أما القوى الأصولية فدخولها يأتي في سياق مسلسل الإجهاز على الجامعة وضرب القوى التقدمية، حيث تعرض مناضلو الصف التقدمي للإغتيالات ونذكر على سبيل المثال لا الحصر اغتيال أيت الجيد بنعيسى بفاس، والمعطي بوملي بوجدة، حيث كان الهدف هو تصفية هذا الصوت اليساري والتقدمي من داخل الجامعة، دون إغفال القمع الذي يتعرض له الطلبة وحظر الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، وبالتالي فتصورنا يقوم على إعادة الإعتبار لمنظمة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب على أسس الفصائل الشرعية والتاريخية للإتحاد الوطني لطلبة المغرب.

+لكننا لم نعاين أية مبادرات على الأرض لجمع الفصائل التقدمية وتوحيد الرؤى فيما يخص العمل النقابي من داخل الجامعة ؟

++لم يمكن إنكار الجهود التي يبذلها فصيل الطلبة الديمقراطيين التقدميين وإن كانت ليست بالوهج الذي ننتظره، حيث عقد الندوة الوطنية العام الماضي بعين السبع وقد حضرت افتتاح الندوة جميع الفصائل اليسارية التي تنشط من داخل الجامعة ، كما تحاول اللجنة الوطنية للفصيل هيكلة عدد من الفروع على الصعيد الوطني ونحن نحاول في حدود الإمكانات المتاحة وفي ظل القمع والترهيب الذي يتعرض له الطلاب التواجد في كافة المواقع الجامعية، كما أننا كنا دائما من المساندين لمختلف الحركات الإحتجاجية وضمنها احتجاجات الأساتذة المتدربين، احتجاجات الطلبة الأطباء وقد وقفت يوم أمس بمراكش على عدم تسلم الطلبة الأطباء لتعويضات الحراسة..ونحن دائما حاضرون كقوى شبابية ممانعة في مختلف الحركات الإحتجاجية.

+وماهي سبل إعادة التوهج الذي كان لدى القوى التقدمية سواء داخل الجامعة أو في الشارع، لأنه يلاحظ أن فئة عريضة من الشباب ارتمت في احضان الأصولية وفئة أخرى ظلت طريقها وتعيش نوع من التيه الفكري والإيديولوجي، فكيف يمكن تحقيق مصالحة الشباب مع العمل السياسي ؟

++لقد كان هدفنا في الانتخابات التشريعية الأخيرة إعادة الثقة للمواطن بشكل عام  وليس الشباب فقط، حيث كان شعارنا " معنا مغرب آخر ممكن " من أجل تحقيق المصالحة مع العملية السياسية ومع صناديق الاقتراع، فلايمكن إغفال أن 40 في المائة من الهرم السكاني يتشكل من الشباب ضمنها 1 في المائة فقط التي بإمكانها الانخراط في الأحزاب السياسية، وهناك اعتبارين بهذا الخصوص : اعتبار ذاتي واعتبار موضوعي، الإعتبار الذاتي ويتعلق بغياب الديمقراطية الداخلية من داخل الأحزاب السياسية، الإستئساد بالقرار، الممارسات السياسية للزعامات السياسية الموجودة وها أنتم تعاينون الريع والورثة الموجودين في البرلمان حاليا، فلائحة الشباب والنساء " عامرة غير بولادهم وعيالاتهم وبنسابهم " اذن هذا جانب لايشجع الشباب على المصالحة مع العمل السياسي. هناك أيضا معطى وجود سياسيين استاطعوا انطلاقا من صفر درهم مراكمة الثروات، ولهذا السبب نادينا بتخليق الحياة السياسية وإعادة الثقة للشباب من أجل ولوج العمل السياسي وهذا لن يتأتى إلا بعدد من الإجراءات المستعجلة لعل أبرزها الإصلاح المؤسساتي والإصلاح السياسي المرتبط بالإصلاح الدستوري والذي ينبغي أن يقترن بقاعدة أساسية وهي الفصل الحقيقي للسلط بما يؤسس لملكية برلمانية كما هي متعارف عليها على المستوى الدولي وربط المسؤولية بالمحاسبة وربط تسجيل التسجيل الأوتوماتيكي للمواطنين في اللوائح الإنتخابية بالبطاقة الوطنية وهنا أعطيك مثال عايشناه خلال الحملة الإنتخابية فعدد كبير من الشباب المتعاطفين مع فيدرالية اليسار الديمقراطي وبعد اقتنعوا بخطاب الفيدرالية قرروا التصويت لفائدة الفيدرالية لكنهم للأسف لم يتمكنوا من ذلك لكونهم غير مسجلين أصلا في اللوائح الإنتخابية، وبالتالي فمن المفروض على الدولة ان تسير في اتجاه التسجيل الأوتوماتيكي على قاعدة البطاقة الإلكترونية.

كذلك النظام الإنتخابي، فثلثي الدوائر الإنتخابية من العالم القروي وأنتم تعرفون كيف يتم التحكم في أحزمة البؤس هناك بالمال وشراء الذمم وعدد من الممارسات التي لا تترك أية مصداقية لدى العمل السياسي ولا تشجع الشباب على الإنخراط في العمل السياسي، ولابد أن أشير أيضا أن الصوت الإنتخابي لايبقى له أي معنى بسبب التحالفات الهجينة، فأنا مثلا كمواطن بسيط أود معاقبة حزب العدالة والتنمية الذي كان يقود التحالف الحكومي السابق فأقرر التصويت على حزب الإستقلال، اذن في اعتقادي انني عاقبت حزب العدالة والتنمية بهذا التصويت لأفاجأ في آخر المطاف بتحالف حزب الإستقلال مع حزب العدالة والتنمية علما أنني صوت لفائدة برنامج حزب الإستقلال وليس لبرنامج حزب العدالة والتنمية، فهل يبقى في ظل هذا معنى لصوت المواطن المغربي ؟  وبالتالي، فلكي نضمن مشاركة الشباب في الإنتخابات ينبغي أن يكون لأصواتهم معنى.

+ألم تفكروا في إطار فيدرالية اليسار الديمقراطي مثلا في تشكيل جبهة شبابية للتعاطي مع قضايا الشباب والطلبة ؟

++نحن نشتغل في إطار " حشدت " كما نشتغل مع إخواننا في شببيات فيدرالية اليسار الديمقراطي ونحن منفتحون، ومن جملة مقرراتنا في " حشدت " هو الإشتغال على تشكيل جبهة شبابية يسارية ممانعة قادرة على الدفاع عن مصالح الشباب والطلبة.

+وهل قمتم بخطوات ملموسة في هذا الإطار ؟

++قمنا بالخطوة الأولى، حيث نشتغل بشكل مشترك مع الشبيبة الطليعية ومع شبيبة حزب المؤتمر الوطني الإتحادي ( منظمة الشباب الإتحادي ) كما نشتغل مع شبيبة النهج الديمقراطي في إطار القضايا التي تلامس مشاكل الشباب من تعليم وبطالة وصحة وسكن وتعليم عالي، والنضال من أجل توفير تكافؤ الفرص في الولوج الى الماستر والدكتوراة، وأملنا هو تشكيل قاعدة شبابية يسارية ممانعة من اجل ترجيح ميزان القوى – ربما – لصالح كل من يدافع عن الديمقراطية في بلدنا.