يزيد البركة: لن نشارك في مشاورات حكومة بنكيران وهذا حقنا

يزيد البركة: لن نشارك في مشاورات حكومة بنكيران وهذا حقنا

لا يمكن إلا أن نحيي كل من اهتم بموقف فيدرالية اليسار الديمقراطي من الدعوة التي وجهها بنكيران اليها ، في إطار المشاورات التي يجريها لتشكيل الحكومة المقبلة، وكل من ساهم في النقاش سواء بتأييد موقف الاعتذار عن تلبية الدعوة، او بانتقاد الموقف . ولا يمكن إلا أن نعتز بالمتابعة الصحفية وغير الصحفية لتصريحاتها وتصريحات الأحزاب المشكلة لها حول الموضوع ، إلى درجة غلبة هذه القضية على ما يمكن أن يكون مادة صحفية دسمة مثل استقبال بنكيران لأب وابنه يمثلان حزبا واحدا وهذا لم يقع بتاتا من طرف أي حزب في العالم وعبر التاريخ ،والأدهى وقوف بنكيران أمام الاعلام الذي سينقل هذه الفاجعة من المغرب بلد العجائب للعالم .
غير أنه وإن كنا نغتبط بهذا النقاش لابد من توضيح بعض المعطيات التي يمكن أن تكون قد غابت عن بعض من تناول هذا الموضوع :
1- الفدرالية لم تضع خطا فاصلا بين الحكومة السابقة وحكومة تصريف الأعمال الحالية، وبين الحكومة المقبلة أي أنها مقتنعة أن المقبلة ليست كما يقال حكومة وطنية أو حكومة" كتلة وطنية" ببرنامج وطني بل هي امتداد شرعي لما سبق .
2- أن الشارع ما يزال يئن من لغة العصا التي لجأت إليها الحكومة ضد الاحتجاجات السلمية ومنها ما جرى في عز الاتصالات الجارية
3- أن بنكيران ليس غرضه فقط مؤازرة برلمانيين لبرنامجه الذي سيقدمه بل يطمح في مؤازرة الفدرالية 4- أن الفدرالية لا تقاطع المؤسسات كما يتبادر للذهن فقد شاركت في اجتماعات مختلفة ومنها ما تم في رئاسة الحكومة وبدعوة منه مثلا حول الصحراء ومنها ما تم في وزارة الداخلية حول التحضير للإنتخابات ، لكن هناك فرق كبير بين الانتخابات والصحراء وبين طلب مساندة برنامج الحكومة وطلب مؤازرة الحكومة وهو موقف لا نملكه لقد حسمنا فيه أمام الرأي العام ومع الناخبين ومن المضحك حقا الذهاب إلى الاجتماع لتقول لم أساند البرنامج لن أساند الحكومة إلا إذا كان غرض من يدفعنا للمشاركة في المشاورات هو جس النبض لعل وعسى هناك بعض الأمل وهو سعي قد فشلت فيه كل النقابات مع بنكيران رغم تهديداتها بالاضرابات وغيرها .
5- للذين يقولون اذهبوا واستمعوا إلى عرضه أو الذين يقولون اذهبوا هي زيارة مجاملة فقط ، فإن القضايا الكبرى لا مجاملة فيها ، المجاملة تتم عندما لا تدخل القضايا السياسية والاقتصادية الكبرى هذه الممارسة لا تؤدي إلا إلى نتيجة واحدة هي تخفيف الألوان الواضحة في الساحة إلى درجة أن تتلاقى وهي الممارسة التي تقوم بها بعض الأحزاب وقد ضج الشعب من مثل هذه السياسة لأنها تضبب الصورة ويقول الناس ما الفرق بين الأحزاب ؟
6- الفدرالية مقصية من الإعلام العمومي وإذا التفت إليها فذلك فقط لكي تمر منه في لمح البصر. إن حدث سياسيا بهذا الحجم مشاركة الفدرالية في المشاورات لتشكيل الحكومة لا نملك له إعلام قوي يمكن أن يطغى على التضليل إذا ما بدأ يضرب ببنديره مثل عرض بنكيران مقعدا وزاريا على الفدرالية أو عرض عليها شيئا ما ... ، ما هي الرسائل التي سيلتقطها الشارع العادي وما هي الرسائل التي سينقلها الاعلام العمومي والإعلام المستقل ؟ إن عنوان المشاورات هي : تشكيل الحكومة ما رأيكم يا فدرالية ؟ البرنامج الحكومي ما رأيكم ؟ موقف البرلمانيان هل سيكونان في المعارضة مع الاصالة والمعاصرة أم ماذا ؟ موقف الفدرالية بأحزابها الثلاثة كيف ستتصرف ؟
لقد لخصت الفدرالية خطها السياسي حول هذه المرحلة السياسية وحتى ما بعدها وكانت واضحة: الحكومة المقبلة لن تسير إلا على نهج السابقة وقد صرح بنكيران عدة مرات بذلك ، ولسنا في موقع قوة لكي نفرض موقفنا في تشكيل الحكومة ولا في وضع البرنامج ومن يدفعنا للمشاركة في المشاورات يفعل ذلك لتوريطنا وليتهكم في دوامة من التضليل والتعتيم . وحتى عندما بدأ النقاش يأخذ اتجاهات أخرى فإن تصريح الأخ الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وعضو الهئة التنفيذية للفدرالية كان أيضا واضحا عندما قال أن اللقاء لا جدوى منه وهي عبارة ذات دلالات كثيرة . ومن يريد منا أن نمارس علاقات عامة في قضايا شعبية ما يزال يحملها الشارع والنقابات والطبقات الشعبية فهو واهم .