يزيد البركة: سيكون وضع اليسار صعبا إذا التحقت الأحزاب الوسطية بالأحزاب اليمينية

يزيد البركة: سيكون وضع اليسار صعبا إذا التحقت الأحزاب الوسطية بالأحزاب اليمينية

يخطئ من يفرك يديه من اليساريين فرحا بمشاركة الاتحاد الاشتراكي والاستقلال وقبل ذلك التقدم والاشتراكية في الحكومة. صحيح هذه الأحزاب لا تطرح طبيعة الدولة، والاتحاد الاشتراكي يطرحها بغموض، ولنقل بناء على ذلك أنها أحزاب وسطية لا هي مصنفة لا مع الأحزاب اليمينية التي ترى في الدستور الحالي خطرا لابد من الالتفاف عليه ولابد من إفراغه من كل المضامين الجديدة ولا هي مصنفة مع الأحزاب التي ترنو إلى دستور أكثر ديمقراطية من الحالي، وبذلك هي ترى أن الدستور الحالي كاف ولو طبق تطبيقا سليما وكاملا لبلغ الأمر الكمال.

إن اليساري الذي يفكر بمنطق تجميع كل التناقضات الثانوية لمواجهة التناقض الرئيسي لا يمكن أن يفرح لالتحاق الأحزاب الوسطية بالأحزاب اليمينية، لأنه بذلك يكون المخزن هو الذي نجح في تجميع أغلب التناقضات لصالحه لإضعاف التناقض المطالب بتحويل جوهري في طبيعة الدولة.

ما كان للتعامل مع التناقضات الثانوية في المجتمع عند عدد من اليساريين أن يكون نسخة طبق الأصل للتعامل معها في الحياة الطلابية، والتي تسود فيها المزايدات والرغبة التخطيط لدحرها كليا من الجامعة بدل العمل على تجميعها والتقوي بها ضد القمع والهجمة على المكتسبات.

إذا ما نجح المخطط، فإن وضع اليسار سيكون وضعا أصعب مما هو عليه الآن. لأن هذه الاحزاب لها وسائطها الفئوية في المجتمع اجتماعية وإعلامية... وستكون قطبا مع وسائط العدالة والتنمية الشيء الذي سيريح الدولة أكثر مما هي مريحة حاليا.