مداخل لتنزيل خطاب الملك على عتبة الادارة المغربية الفاسدة

مداخل لتنزيل خطاب الملك على عتبة الادارة المغربية الفاسدة

يشكل الخطاب الملكي لـ 14 اكتوبر2016 محطة تاريخية وفرصة ذهبية بالنسبة للادارات العمومية من أجل التصالح مع المواطن الذي أصبح يرى في الادارة العمومية بجميع قطاعاتها عاملا أساسيا لعرقلة مصالحه، وبالتالي المس بحقوقه المشروعة بسبب بعض السلوكات الشاذة التي أصبحت تشكل القاعدة بالنسبة لبعض الموظفين الذين اختاروا الادارة العمومية للاختباء وضمان الامن الاجتماعي.
وتختلف هذه السلوكات حسب القطاعات وحسب مرتبة الموظفين (الموظف العادي والمسؤول) .ان انتشار ظاهرة التغيب الغير المبرر عن العمل ومغادرة مقر العمل أثناء اوقات العمل من أخطر السلوكات التي يعاني منها مستعملو الادارات العمومية .والأخطر من ذلك هو انشغال أغلب المسؤولين بمصالحهم الخاصة من مشاريع وأنشطة تجارية على حساب حل مشاكل الموطنين .
إن خير وسيلة لتفعيل مقتضيات الخطاب الملكي هي تزويد الادارات العمومية بالوسائل الالكترونية لضبط احترام أوقات العمل وتوسيع سياسة الحركة الانتقالية لتطال حتى الموظفين وليس فقط المسؤولين، على الاقل على المستوى الداخلي اي داخل نفس المؤسسة، لان ما نلاحظه اليوم هو أن اغلب الموظفين يظلون يزاولون المهام التي اسندت اليهم عند التحاقهم لأول مرة بالإدارة الى حين احالتهم على التقاعد الشيء الذي يؤدي الى تكريس الزبونية والمحسوبة .اضافة الى القطع مع زمن الاختباء وراء الانتماءات النقابية من أجل خرق قانون الوظيفة العمومية، خاصة وان الفهم الخاطىء لمبدأ الوضعية النظامية للموظف تجاه الادارة أدى إلى تسخير العمل النقابي للدفاع عن منطق خرق قواعد الالتزام الاداري الذي يفرز ويكرس ظاهرة الغياب، وبالتالي اهمال مصالح المواطن.