لم يكن يتوقع "ابن البناء" أن يتبهدل اسمه ويلطخ تاريخه بعد أن اختير كعنوان لاسم مؤسسة إعدادية شاءت الأقدار أن تنسب إليه في زمن الأخطاء الكبرى بوزارة التعليم التي تشرف على أقوى قطاع منتج للموارد البشرية وتلقين القراءة والكتابة والمعرفة.. إعدادية ابن البناء التي شيدت بجماعة السبيعات التابعة لإقليم اليوسفية الذي يعد مجالا ترابيا تابعا كذلك لرئيس جهة مراكش اسفي الوزير السابق الذي حمل سابقا حقيبة التعليم ويعرف إكراهات وتحديات وتراجعات التعليم بكل تفاصيلها.
"ابن البناء" ما زال ينتظر تسوية وضعيته القانونية والمالية ليحتضن أبناء الفقراء والفلاحين البسطاء من منطقة السبيعات، رغم أن شهر أكتوبر يشرف على رحيله لاستقبال أيام الشتاء والبرد والأوحال، وأغلب مؤسساتنا التعليمية فتحت أبوابها في وجه المتمدرسين رغم ما رافق الموسم الدراسي من مشاكل هيكلية وبنيوية.
مؤسسة "ابن البناء" غير قادرة على لعب أدوارها التعليمية بسبب غياب روح المبادرة والتسويات القانونية ودخول من أسندت إليهم أمور العباد على الخط لحل المشاكل القائمة.
فحسب مصادر "أنفاس بريس" فمؤسسة ابن البناء منحت صفقتها لأحد المقاولين منذ سنة 2009 ، مثلها مثل العشرات من الصفقات التي تسلمها نفس المقاول من نيابة أسفي قبل التقسيم الجهوي الحالي (جهة دكالة عبدة)، لكن سوء تدبير ملفات البنيات التحتية بالمنطقة أدى إلى تباطؤ الأشغال وما إلى ذلك من مشاكل يعرفها الخاص والعام وتدخل في نطاق الانتقادات التي وجهها خطاب الملك بالمؤسسة التشريعية أخيرا للإدارة المغربية.
فالمقاول ما زال ينتظر تسوية ملفه التقني والمالي، والمهندس الذي أشرف على تتبع عمليات البناء يطالب بمستحقاته، وضاعت حقوق التلاميذ بين أروقة وردهات إدارات همها الوحيد الظفر بنصيب الكعكعة، وتتدرع بأن المشروع أعطي في عهد جهة سابقة (دكالة عبدة) ولا يمكن لمدير الأكاديمية أن يقوم مقام مدير سابق، رغم المسيرات والاعتصامات وانتفاضة أمهات وآباء وأولياء تلاميذ منطقة السبيعات الذين كان من المفروض على المديرية الإقليمية للتعليم باليوسفية أن تعمل على ضمان تعليم جيد ودخول مدرسي في الموعد، وأن تسارع مصالح عمالتنا إلى ضبط عقارب الزمن المدرسي على إيقاع الحلول الاستعجالية حتى لا يتيه تلاميذ وتلميذات جماعة السبيعات بين قطع المسافات الطويلة، واختيارهم الجلوس على مقاعد مؤسسة عمر الخيام باليوسفية التي حاولت حل مشكل استقبالهم مرحليا، ومخاطر التسكع والجوع بين شوارع وأزقة ودروب اللامبالاة.
دخول مدرسي متعثر بإقليم اليوسفية، ومشاكل تعليمية لا حصر لها، تختزلها مؤسسة "ابن البناء" التي تعكس صورة واقع حال تعليم بئيس ومتردي وغير منتج، قاسمه المشترك قلة الموارد البشرية والاكتظاظ، على مستوى جميع بنياتنا الاستقبالية الابتدائية والاعدادية والثانوية. والسبب فشل منظومتنا التربوية وإجهاز الحكومة على مدرستنا العمومية.
ألا تعتبر هذه الفضيحة جزء من خلاصات خطاب الملك في افتتاح مؤسستنا التشريعية في ارتباطها بموت الضمير المهني بالإدارة على مستوى جهتنا؟؟