شارع الحسن الثاني (ساحة الأمم) وشارع محمد الخامس أصبحا بمثابة سوق شعبي مكتظ بالفراشة وعربات الهندي والعصير والشاي والبيضوالبريوات.... جنبات الأبناك ضاقت بمحتلي الملك العمومي. يصعب على الموظفين دخول مقرات عملهم وسط زحمة الفراشة المنتشرين يمينا ويسارا وفي الوسط. المزهربات الكبرى التي أعدت للورود على جنبات الطرامواي أصبحت تخصص لإعداد الشاي وطهي البيض، في الوقت الذي تجد فيه أخرى عبارة عن مزابل... حاويات الأزبال المثبتة في الأرصفة أصبحت ملكا خاصا للفراشة، مثلها مثل الكراسي المعدة لاستراحة المارة،. الأزقة المجاورة عبارة عن مرأب عشوائي لسيارات الخواص وموقف لسيارات الأجرة من الحجم الكبير شبيه بمحطة قروية تتعالى فبها أصوات السائقين بحثا عن ركاب وتتحول إلى ساحة للكر والفر وقت العودة إلى البيوت للظفر بمكان في أحد الطاكسيات. كل هذه الفوضى تشكل مع الأزبال االمتناثرة هنا وهناك، مادة دسمة لعدسات السياح الأجانب الذين يخرجون من الفنادق المجاورة للمكان (ريجنسي وغيره من الفنادق).
والغريب في الأمر أنها تحدث بالقرب من مكتب عمدة الدار البيضاء، وهي في تزايد مستمر في ظل التسيب الكبير الذي تعيشه الحاضرة الكبرى بالمغرب.
أصبحنا نحن إلى زمن كان فيه شارع الحسن الثاني ومحمد الخامس وساحتي ماريشال والأمم المتحدة عبارة عن فضاء حضري نظيف، يعشق المارة التجول فيه بارتياح كبير والجلوس في مقاهيه التي كانت تجمع المفكرين والإعلاميين والفنانين والمثقفين، قبل أن تصبح ملحقات لباعة الخرافي وبطاقات شركات الاتصال وغيرهم من المستفيدين من التسيب والفوضى.