إن جزءا كبيرا من تطلعات المغاربة ومما تنتظره بلادنا من تحديات موكول إلى الملك باعتباره رئيسا للدولة وباعتباره ملكا يسود ويحكم.
إن تدخله في الأوقات العصيبة مسؤولية تاريخية وأخلاقية تجاه شعبه للتصحيح والتقويم والتوجيه نحو ما فيه الخير للبلاد والعباد.
إن الجميع فقد الثقة في الجميع. مؤسسات وأحزاب ونقابات وجمعيات وحكومة وبرلمان، ولا بد من وقف هذا الشلال الهادر من اليأس الذي لن ينتج سوى مزيد من الحقد والكراهية والتوتر والاحتقان..
إن مغربا آخر قيد التشكل، وجيلا جديدا من المغاربة الذي لا لم يعد يقبل الانتظارية والإهانة ودوس كرامته بالأقدام ينتظر مبادرات الملك الشجاعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه..
إن أولى الخطوات الدعوة إلى حوار وطني عبر مناظرات يرعاها الملك ويشارك فيها عموم المغاربة والشباب والخبراء والهيئات الجادة والمحترمة، للتذاكر حول نموذج جديد للتنمية ونموذج جديد للعمل السياسي..
إن ثاني الخطوات هو حصار الفساد الذي تضيع معه كل الجهود المبذولة وكل الموارد وكل الوقت والإمكانيات التي رغم ذلك جعلت منا دولة في آخر الترتيب بعد دول جنوب الصحراء ليس لها تاريخ وليس لها موارد طبيعية وعناصر بشرية مؤهلة..
إن ثالث الخطوات بث أوكسجين جديد في شرايين المجتمع للمصالحة، وإعادة الثقة والأمل عبر إطلاق سراح الشباب الوطني في الريف وجرادة وغيرها من المناطق..
تنقية الدرج وتنظيفه تبدأ من الأعلى كما يقول المثل، وهي مهمة لن يقدر عليها ولن يباشرها غير الملك والله المستعان.