الباحث محمد الأسعد: هذا هو كناش التحملات لتجميع قوى اليسارتحضيرا لمحطة 2021

الباحث محمد الأسعد: هذا هو كناش التحملات لتجميع قوى اليسارتحضيرا لمحطة 2021

قال الباحث والأستاذ الجامعي محمد الأسعد لـ "أنفاس بريس" أن نتائج الانتخابات لم تكن مفاجئة بالنسبة للحزبين اللذين تصدرا نتائج اقتراع 7 أكتوبر للاستحقاقات التشريعية، لقد كان منتظرا احتلال حزب العدالة والتنمية المرتبة الأولى، نظرا لالتزام كتلته الناخبة التصويت لصالحه ونظرًا لضعف نسبة المشاركة، وذلك رغم تراجع مستوي الخدمة العمومية". وتحدث محاورنا عن وصفته التي يمكن أن تعيد الحركة في مفاصل قوى الصف الديمقراطي.

+ ما هي قراءتك الأولية لنتائج الانتخابات التشريعية، وهل كان من الطبيعي أن يتبوأ حزب العدالة والتنمية للمرتبة الأولى مقارنة مع حجم الأضرار الاجتماعية والتراجع الخطير على مستوى الخدمة العمومية خلال سنوات حكم أغلبية بنكيران؟

- لم تكن النتائج مفاجئة بالنسبة للحزبين اللذين تصدرا نتائج اقتراع 7 أكتوبر للاستحقاقات التشريعية. لقد كان منتظرا احتلال حزب العدالة والتنمية المرتبة الأولى، نظرا لالتزام كتلته الناخبة التصويت لصالحه ونظرًا لضعف نسبة المشاركة، وذلك رغم تراجع مستوي الخدمة العمومية.

+ في نظرك ما هي أسباب هذه النكسة التي اصابت مفاصل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولم يستطع تحقيق تنبئ كاتبه الأول باحتلاله للصف الأول على مستوى نتائج استحقاقات 7 أكتوبر؟ وهل من وصفة تقدمونها للحزب كي يستعيد عافيته وطنيا؟؟

- تتمثل أهم الأسباب في الاختلالات التنظيمية. لقد عرف الحزب انقسامات وتشردم ونفور معظم مناضليه من ممارسة نشاطهم السياسي ومازالوا علي ذلك، فضلا عن الانشقاق الأخير لعدد كبير من المناضلين ومحاولة تأسيس حزب جديد. ولم تعمل القيادة الجديدة على لم الشمل، بل نهجت سياسة أرض الله واسعة وفرطت في عدد من المناضلين، ومنهم من كان ممثلا في البرلمان. كذلك هناك نزوع القيادة نحو الاستحواذ على المسؤوليات مثل تحمل الكاتب الأول مهمة رئيس الفريق بالبرلمان، أضف إلى ذلك  تشرذم المنظمة النقابية ودخول القيادة الحزبية طرفا في الصراع.

+ هل حصيلة أحزاب الصف الديمقراطي خلال الاستحقاقات التشريعية كانت إيجابية، ومشجعة على قبول الوضع التنظيمي الحالي، أم أن الأمر يستدعي تغييرا ملحا في بنيتها وطرق عملها واشتغالها في الساحة والشارع المغربي؟

- يستدعي الأمر تغييرا ملحا في بنية أحزاب الصف الديموقراطي والقيام بالنقد والنقد الذاتي، ثم تقديم استقالة القيادة الحزبية اعترافا منها بفشلها في تدبير المرحلة كما هو الشأن في الديموقراطيات العريقة، بالإضافة إلى أنه لم تعد طرق العمل التقليدية مجدية، أي القيام بحملة في فترة الانتخابات، لأن عقلية الدكاكين الانتخابية تجوزت، فالاتصال المستدام بالسكان والانخراط في خدمتهم والمساهمة في حل مشاكلهم، أي نهج سياسة القرب، دون أن ننسى تقوية فرص النجاح في الانتخابات الجماعية والجهوية لأنها مقدمة ضرورية للاستحقاقات التشريعية .

+ تبخرت أصوات النخبة التقدمية من المثقفين والجمعويين والحقوقيين من صناديق الاقتراع ليلة 7 أكتوبر، كيف تفسر أن اللائحة الوطنية لفيدرالية اليسار الديمقراطي لم تتمكن على الأقل من منح كرسي بالمؤسسة التشريعية للقيادية نبيلة منيب رغم المساندة والتعاطف الكبيرين الذي لقيته تجمعات الفيدرالية بعدة مدن مغربية؟؟

- ربما تفسر هذه المسألة بالحاصل الانتخابي الذي لم يمكن الحزب من الحصول علي مقعد، من الصعب الجواب عن هذا السؤال لأني لا أتوفر علي عدد الأصوات حسب كل حزب.

+ من المؤكد أن الفاعل السياسي لن يظل رهينا للمعطيات الحالية التي أفرزتها استحقاقات السابع من أكتوبر بما لها وعليها، بل أنه سيخطط ويهيئ نفسه للمستقبل، ما هي في نظركم الخطوط العريضة لاستراتيجية تجميع قوى الصف الديمقراطي، وكيف يمكن الاشتغال في أفق تصالح سياسي بين كل مكوناته في أفق 2021؟؟

- من أهم أسس تجميع قوى اليسار هو تقوية التنظيمات الحزبية والتقليل من الشعارات واقتراح خطط مندمجة مع الخصوصيات المحلية والجهوية والاتصال المستدام بالمواطن، ولن يتم  ذلك دون استرجاع روح العمل النضالي التطوعي وإدماج كل القوي الحية وتعبئة الفعاليات القطاعية... عموما الرغبة الصادقة في خدمة المواطن عن قرب بتوظيف كل من له رغبة في تقديم خدمة للمواطن.