في قراءة سريعة لنتائج الإنتخابات، نجد أنه لا من دافع عن دخول أحزاب صغيرة كان محقا، و لا من خاف من بلقنة المشهد السياسي كان مصيبا. إذ أنه بإستثناء الأحزاب الثمانية المعتادة، فإن فوز الأحزاب الصغيرة بمقعد أو مقعدين، لم تكن له أي علاقة بتخفيض العتبة، فعلى سبيل المثال لا للحصر، فيدرالية اليسار فازت بمقعديها بكل من دائرتي المحيط بالرباط و أنفا بالدار البيضاء، بعدد أصوات كبير يفوق 6% من مجموع الأصوات. بل أكثر من هذا، فإن 04 أحزاب صغيرة لم تستطع الفوز بمقعد واحد مقارنة بتشريعيات 2011 (حزب العهد الجديد، حزب العمل، حزب التجديد و الإنصاف، جبهة القوى الديمقراطية...إلخ).
ما يمكن استخلاصه، أن المغرب بحاجة لعتبة كبيرة 10% للتمكن من فرز حقيقي للنخبة السياسية المغربية. حيث أن عتبة انتخابية كبيرة، ستمكن فقط 06 أحزاب من الدخول للبرلمان، و بالتالي، سنكون أمام حكومة مشكلة من حزب أو حزبين على أقصى تقدير، مما يمكن من تكوين حكومة منسجمة، قادرة على الدفاع على برنامجها الإنتخابي.