فشل ذريع للمهرجان الخطابي لبنكيران بتطوان

فشل ذريع للمهرجان الخطابي لبنكيران بتطوان

عرفت ساحة المسرح البلدي لتطوان ليلة السبت فاتح أكتوبر 2016 مهرجانا خطابيا في إطار الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية التي اتسمت باستنجاد  محمد ادعماروكيل لائحة الحزب، برئيس الحكومة الأمين العام للحزب، قصد رتق وترقيع ما يمكن ترقيعه وتداركه في تدني مستوى شعبية ادعمارالتي لمسها خلال تحركاته الميدانية برسم الحملة.

إذ أينما حل وارتحل يصطدم ادعماربرفض وصد فئات عريضة جدا من الناخبين لهذا المرشح الذي لم يكن في مستوى تطلعات الناخبين سواء خلال انتدابه الانتخابي البرلماني أوالمحلي بصفته رئيسا لجماعة تطوان.
هذا ما لمسه التطوانيون من خلال الحشد الغريب عن المدينة الذي لوحظ في أوساط الحضوروالسيارات ذات الترقيم الخاص بالعمالات المجاورة (العرائش ، طنحة، المضيق، شفشاون، وزان) التي نقلتهم إلى ساحة المهرجان الخطابي، لكي يعطى له طابعا حاشدا مغلوطا. بل وبذلك لم يستطع بنكيران جمع الحد الأدنى الذي كان ينتظرأن يستجيب لدعوة حضورالمهرجان من التطوانيين.
كلمة محمد ادعماركانت مرتبكةإلى حد أنه اضطرإلى توقيف إلقاءه لخطابه مرتين وسط صفير و استهجان الحضورالذين رفعوا في وجهه شعار"ادعمارارحل". مما اضطره إلى عدم استكمال إلقاء كلمته، وتدخل بنكيران  لإنقاذ ماء وجهه. إلا أن بنكيران نال بدوره حصته من الاحتجاج و الاستنكار من طرف الجمهور، الشيء الذي دفع بالمنظمين إلى التغطية على الصفيروالاستنكار بالأناشيد و الأغاني الحماسية التي لم تجد نفعا. توتربنكيران وخروجه عن طوره، جعله يلقي باللوم على المنظمين من أطرحزبه قائلا لهم بنبرة متسلطة ومهينة :" هل جئتم بنا لنلقي خطابا أم لنرقص على إيقاع  الاغاني، أوقفوا  الموسيقى ".
الارتباك كان واضحا على بنكيران الذي ألقى كلمة مضطربة وبدون خيط ناظم، يخبط  خبط  عشواء، ويدافع بضعف وهوان، ويتوسل مساندة الناخبين ويستعطفهم  في خطوة غير مسبوقة من الاستكانة والتودد  المنحط.
حاول  دغدغة  عواطف الحضور  بتصريحه  أن أجرته لا تكفيه هو وزوجته  وأبناءه،  إذ قال إنه بالكاد تمكن من تجهيز مطبخ وصالون منزله وشراء سيارة لابنته المقعدة، مجهشا بالبكاء، كمسكين معدم، مما جعل فئة عريضة من الجمهورتصيح برحيله واستنكار ثعلبيته التي لم تعد  تنطلي على أي ناخب.
بنكيران قال أيضا أن البعض من رجال السلطة لا يطبقون  تعليمات دولتهم  حسب قوله. هل يريد بنكيران أن يهدد من يتحدث عنهم  لكي يساندوه ويستعملهم حزبه  كأداة  لبلوغ  طموحه  الانتخابي؟ ، فكيف يعقل أن يقول رئيس حكومة هذا الكلام ، والدستور يمنحه صفة رئيسا للإدارة بشكل عام. لماذا لا يقوم بصد ما يدعيه وهو له من الإمكانيات الإدارية والقضائية المتاحة التي تمكنه من تحصين أي تدخل مفترض في التنافس الانتخابي.

 إن دل كلام بنكيران عن شيء فإنما يدل على يقينه  بأنه سيخسر  حتما  الانتخابات  التشريعية  و لن يتمكن من الفوز بولاية ثانية كما أوحى لبعض كتائبه بأن تطالب بذلك خلال اللقاء : "الشعب يريد ولاية ثانية ".
هدا الشعار الذي تتحدث كتائب بنكيران فيه باسم الشعب ككل  و الشعب قاطبة، يكشف النزعة التحكمية  للحزب والكليانية ، وهو ما قاله بالحرف حينما توجه  إلى التطوانيين بنبرة المتسول  الضعيف الوهن: يا أهل تطوان، ساعدوني على الفوز بولاية ثانية "إلا جات على خاطركم"، وان لم  تفعلوا  ذلك  فسيكون  مكاني المعارضة،  في نبرة تهديدية بعرقلة عمل الحكومة المقبلة.
في سهو وتلقائية من بنكيران،قام بتذكيرالجمهورالحاضربما تعرض له في تازة خلال الانتخابات السالفة، حيث كاد الجمهور أن يلقي به خارج ساحة المهرجان الخطابي هناك،  وهي فلتة  تعبرعن مدى ارتباكه خلال إلقاء كلمته، وخوفه  من تصاعد الاحتجاج  والصراخ ضده.

ولم يتنفس بنكيران الصعداء إلا بعدما أكمل كلمته  وتوجه  إلى سيارته  وهو  يجر خيبة  الأمل،  و ربما  يدعو ربه  في سره أن "جرته  سلكت " وأن دفاعه عن ادعمار كاد أن تكون له عاقبة وخيمة  لولا تحضرالتطوانيين ودماثة أخلاقهم بتعبيرهم عن سخطهم بالصفير وشعارالرحيل.