عبد اللطيف برادة: ابني حمزة أنا والمدينة القديمة في رمضان

عبد اللطيف برادة: ابني حمزة أنا والمدينة القديمة في رمضان عبد اللطيف برادة
سعيدا أكون عندما أمر بالأحياء الشعبية
اشتم رائحة البهارات والأكلات السريعة المجهزة عن طريقة البلد
أمر قرب المقاهي والأسواق محملقا في كل كبيرة وصغيرة
أتقدم أصافح كل من يصافحني
و مع كل خطوة اكتشف مدينتي فخورا وسعيدا بالجديد والقديم
ابتسم للنساء المتبرجات وهن يحاولن جدب نظري
وبربة البيت وهي تكنس باب بيتها ونظرتها على المارة وعلى قارعة الطريق
أمر ناظرا إلى واجهة الدكاكين ممتلئة بضائع
الباعة ينادونني بهتافاتهم المتعالية لكي اشتري
أمر مسرعا أحيانا او بطيء الخطى
جوالا عبر الشوارع ووجهي مرتفعا نحو السماء
ذراعي اليسار متكئا على ابني حمزة بكل ثقلي
أخطو مندفعا بكل شوقي و خفتي
أتذكر مع الأماكن نسمات من الماضي وهي تبعث في الحنين
ساخطا على كل ما اكره منجذبا الى الصديق الصدوق
أجول ومع كل وقفة أتذكر بعدما غادرتني أفكاري منذ أمد مديد
أتقدم وابني حمزة والله الرحيم دوما بجانبي
هكذا أجد نفسي أراود كل يوم دروبا مزدحمة
احلق تحليق الروح المرهفة بينما يمتد سبيلي تحت خطاي المسرعة
امر بمواقع المدينة حذرا خفيف الخطى
أجول وسط ضواحي المدينة القديمة الواسعة المهدمة
ها هي الكتل المتساقطة تتراكم والأبنية المنهارة تبكيني شوقا وحنين
أنني كما ترون اعشق مدينتي كما هي
أخطو بين دروب المدينة
كلما تجولت تذكرت أسماء شوارعي
أضم إلي صدري قلوب الإبطال التي تفوح مدينتي بعبقهم
أخطو بين دروب المدينة
ومع كل خطوة ينبعث مجد الماضي والمستقيل وكل الأزمنة