أحداد: نخوض معركة انتخابية نظيفة، خالية من كل استغلال للمال الحرام أو الدين

أحداد: نخوض معركة انتخابية نظيفة، خالية من كل استغلال للمال الحرام أو الدين

 

يركز الحسين احداد، وكيل لائحة شباب فدرالية اليسار الديموقراطي، على أن التنسيق الفيدرالي اليساري، متميز من حيث مرشحيه وحملته الانتخابية وأفقه البرلماني، لننابع التفاصيل مع " أنفاس بريس "  

 يعد استحقاق 7 أكتوبر ليس أول تنسيق بين مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي، هل التجارب السابقة في التنسيق، أثبتت صلاحيتها في ظل عدم إنتاجيته؟
 أولا مسألة عدم الإنتاجية هو حكم قيمة، على اعتبار أن داخل المكونات المشكلة للفيدرالية لم يكن الأمر مجرد تنسيقا ظرفيا انتخابويا ضيقا، ولا الغرض منه هو الجري وراء المقاعد والمناصب إذا كنت تقصد بالإنتاجية ذلك، فالمشروع السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي للفيدرالية أكبر بكثير من ذلك، وما الانتخابات إلا محطة من المحطات النضالية العديدة التي نخوضها سويا داخل الفيدرالية من أجل الدفاع عن مشروعنا، خطوطه العريضة تتجسد على المستوى السياسي في ملكية برلمانية يسود فيها الملك ولا يحكم، أما على المستوى الاقتصادي، محاربة اقتصاد الريع والفساد لتحقيق العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة والدفاع عن حقوق جماهير شعبنا الكادح  (ويمكن في هذا الصدد الإطلاع على الورقة السياسية للفيدرالية)  

هناك عدد من الأحداث التي عرفها المغرب على خلفية هذه الانتخابات من تصريحات متضاربة للحكومة إلى مسيرة الدار البيضاء.. هل هي تسخينات لسيناريو معد سلفا؟

 إن هذه "الأحداث" التي ذكرتها في نظرنا هي مجرد سناريوهات محبوكة دأب النظام المخزني في كل محطة انتخابية يستعرضها وبطرق رديئة وبئيسة تبعث على القرف والاشمئزاز من العمل السياسي، الهدف منها إفراغ العملية الانتخابية ووضع كل الأحزاب في سلة واحدة... ثم إلهاء الشعب المغربي عن النقاش الحقيقي لقضاياه المصيرية.. ونحن داخل فيدرالية اليسار الديمقراطي لن ننجر وراء هذه النقاشات المغلوطة بل سنحاول طرح القضايا الحقيقية المتعلقة بالشعب المغربي والمتمثلة في طبيعة هذا النظام السياسي وفي مخططاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية...الخ

ما هي توقعاتكم في حزب الطليعة ضمن نتائج الانتخابات المقبلة؟
إن توقعاتنا هي توقعات الفيدرالية، وهي توقعات غير نمطية، أي كما يراها الجميع، بمعنى أن ما نطمح له، هو تقوية الجبهة اليسارية، والتعريف بتجربتنا الوحدوية المتميزة من خلال خوض معركة انتخابية نظيفة، خالية من كل استغلال للمال الحرام والدين والبؤس، وقد راكمنا منذ 2007 تجربة متواضعة أعطت دروسا عديدة وواقعية، سنسعى إلى التركيز عليها في تجربتنا الحالية، فأحلامنا متواضعة لا أوهام فيها... وإن درب النضال المبدئي طويل جدا... ولا يقاس بعدد المقاعد والمناصب... فما يهمنا هو ليس الوصول إلى البرلمان بقدر ما يهمنا إيصال صوت التغيير الحقيقي إلى الشعب المغربي عبر رسالة الأمل والحلم بمغرب آخر ...ممكن تسوده الحرية والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية...

تم مؤخرا الكشف عن مقبرة ضحايا 81 بالدار البيضاء، ومعلوم بأن اليسار هو الداعي لهذه الأحداث، هل افتتاح لهذه المقبرة هو توديع لليسار للأبد؟
الأحداث الأليمة لانتفاضة 20 يونيو 81 كغيرها من الانتفاضات الشعبية التي قادها اليسار وما ترتب عنها من قمع وتقتيل وتشريد وطمس للرفات والحقائق .. كل هذا جزء من الذاكرة الجماعية للشعب المغربي تشهد على دموية هذا النظام ووحشيته، ولن تطمس هذه الملفات بافتتاح مقبرة أو مقابر.. فلا زالت ملفات مجهولي المصير عالقة، ولا زالت مسؤولية الدولة المغربية في هذه الأحداث أمام المنتظم الدولي والشعب المغربي وقواه الحية التي هي هذا اليسار المكافح الصامد المطالب اليوم بالكشف عن الحقيقة كل الحقيقة وتقديم الجلادين والمسؤولين للعدالة، هؤلاء الذي ما زال البعض منهم يمارس مهامه إلى اليوم أو يتقلد مناصب سامية، ويطالب بعدم التكرار والضمانات القانونية والسياسية لذلك والتي تتمثل في نظر هذا اليسار الذي ذكرته هو دستور ديمقراطي يؤسس لملكية برلمانية يسود فيها الملك ولا يحكم...

هل يمكن القول أن اليسار بكل روافده وتاريخه عجز عن حجز مكان له ضمن قطبي الصراع الحال حزبا "بام" و "بيجيدي"؟
أولا الرجاء المعذرة، أقول بأن سؤالك هذا سؤال غير تاريخي أي خارج السياق، فعن أي يسار تتحدث أولا؛ فجزء من هذا اليسار  بعد معارك شرسة مع المخزن استطاع بحذاقته أن يحتويه، وأن يبرز ويفسح المجال أمام حركات الإسلام السياسي تبناها وخرجت من عباءته ووفر لها كل الشروط الموضوعية للعمل وفي مقابل ذلك مارس كل أنواع القمع والتنكيل أمام قوى يسارية حية ومناضلة وممانعة، استطاعت على الأقل وفي هذه الظروف الحفاظ على كينونتها واستقلاليتها، والآن كما ترى يريد أن يقسم المشهد إلى قسمين رئيسيين هما العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة وهذه عملية مفضوحة بالنسبة لنا كفيدرالية اليسار، إننا لا نفكر في اكتساح هذا وذلك، ولا في هيمنتهما، لأننا نعتبر أن التناقض الرئيسي هو مع المخزن، وسأحيلك للمقارنة فقط وللتاريخ، فالتاريخ أكبر معلم لنا على الحوار الشهير الذي أجراه الشهيد المهدي بنبركة والفقيد عبد الرحيم بوعبيد مع مجلة جون أفريك  عدد 8-14 أبريل 1963  غداة تأسيس ما يعرف اختصارا بالفديك [FDIC] في 30 مارس 1963،  على يد رضى أكديرة وبمساعدة كل من عبد الكريم الخطيب (عراب حزب العدالة والتنمية) وأحمد العلوي والمحجوبي أحرضان على بعد شهرين من إجراء الانتخابات التشريعية... ووجها نقدا شديدا لرضى أكديرة... ومن تم وجب إسقاط الأسماء القديمة على هذه الحديثة... إن لعبة المخزن واحدة .. قديمة وعتيقة.