في إطار فتح النقاش مع فعاليات مختلفة حول المشهد السياسي بالمغرب في افق الانتخابات التشريعية المقبلة اتصلت "أنفاس بريس" بـ "لبيب بوكرين "عضو الكتابة الوطنية بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الذي وافانا بورقة اعتبر فيها أن تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في المغرب يرجع إلى استمرار السياسة اللاشعبية واللاديمقراطية للطبقة الحاكمة التي تسعى إلى تحويل النقاشات العمومية إلى قضايا غير مهمة أو ذات أولوية خاصة على مستوى الشباب وهو ما يشجع إلى العزوف على المشاركة في الحياة السياسية. ويرى بوكرين أن فيدرالية اليسار تهدف إلى بناء ديمقراطية حقيقية يكون فيها الشعب مصدرا للسيادة.. وهكذا نقرأ:
"الوضع السياسي الراهن يتميز باستمرار الطبقة الحاكمة في سياساتها اللاشعبية واللايمقراطية التي أدت إلى تفاقم الأزمة المحلية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بشكل غير مسبوق في ظل ظرف إقليمي ودولي جد حساس أصبح يفرض علينا أكثر من أي وقت مضى العمل على وحدة الصف الديمقراطي لمواجهته داخليا وخارجيا.
هذه الأزمة يجسدها محليا وبالملموس التدبير الحكومي الفاشل للشأن العام من خلال اعتماد سياسة طبقية نيوليبرالية بمسوح محافظة، أبت إلا أن تنفذ تعليمات المؤسسات المالية الدولية بشكل حرفي مما زاد في تأزيم الوضع الاجتماعي أساسا وصل حد ضرب المكتسبات وتهميش أي دور فاعل للشباب في الحياة السياسية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، وبدل تقديم بدائل اقتصادية واجتماعية حقيقية لمواجهة الوضع القائم وإعادة الثقة لعموم المواطنين (خصوصا الشباب) في العمل السياسي، يصر التحالف الطبقي على المضي في ممارساته المخزنية العتيقة من خلال دعم رموز الفساد وتوجيه الناخبين لإعادة هيكلة الخريطة البرلمانية واللعب على ورقة الثنائية الحزبية المصطنعة وتمييع الخطاب السياسي وتسفيهه عبر الخلط والتضليل وتحوير مضامين النقاشات العمومية إلى قضايا غير ذات أولوية وأهمية بالنسبة لأبناء شعبنا وفي مقدمتهم الشباب (لما يشكله من نسبة مهمة في الهرم السكاني المغربي) مما يزيد في ظاهرة العزوف السلبي عن المشاركة في الحياة السياسية.
فرهاننا داخل فيدرالية اليسار الديمقراطي ينحو في اتجاه دفع الشباب إلى المشاركة السياسية الواعية وإبعاده عن التحليلات العدمية أو اللامبالاة، وهما سلاح المخزن، وأذنابه بمن فيهم الأصوليون، لتأبيد سيطرته الطبقية.
ومن أجل ذلك تعمل فيدرالية اليسار على بناء جبهة ديمقراطية تقدمية كأداة قادرة على فرض الديمقراطية الحقة من خلال الالتحام بالجماهير الشعبية عبر النضال اليومي داخل الإطارات الجماهيرية وكذا النضال من داخل المؤسسات، التي تعتبر بدورها واجهة من واجهات ممارسة الصراع الطبقي عبر فضح أساليب التضليل والقمع والدفاع عن المصالح الحيوية والمادية لعموم المواطنين في تواز مع الممارسة النضالية اليومية خارج المؤسسات. فالفيدرالية لا تسعى للانصهار في اللعبة السياسية عبر دخول بئيس للبرلمان بقدر ما تسعى إلى الدفاع عن برنامجها الطموح للرقي بالمجتمع المغربي في إطار سيرورة نضالية تبدأ بالربط العضوي بين الإصلاح السياسي والدستوري لإقرار الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لوضع البلاد على سكة التقدم واحترام الحقوق والحريات.
ففيدرالية اليسار تهدف إلى بناء ديمقراطية حقيقية يكون فيها الشعب مصدرا للسيادة والسلطة".