الأميرة الدانماركية ماري ذات الأصول الأسترالية لم تخرج عن هذه الخصال ،فهي تعطي المثال في التواضع عندما تنقل أطفالها بواسطة دراجة عادية إلى المدرسة العمومية وليس مدرسة خاصة التي أصبح يتنافس عليها نصف المجتمع المغربي ،عندما تصادفها في طريقك تكبر في عينك ،وتزداد تمسكا بقيم المجتمع الذي تعيش فيه وفي نفس الوقت تصاب بخيبة أمل كبيرة عندما ترى الفرق الكبير بين قيم المجتمع الدانماركي العلماني وقيم المجتمع المغربي المسلم الذي كان من الضروري أن تكون مثل هذه القيم سلوكا يتمسك بها كل أفراد المجتمع المغربي. عندما تتعمق في البحث عن حقيقة التطور الذي عرفه المجتمع الدانماركي ومستوى الرقي الذي يعرفه في جميع المجالات ،بدءا بالمسلسل الديمقراطي الذي عاشته البلاد لأكثر من مائة سنة ،ومرورا بالإصلاحات الإقتصادية التي بقادت البلاد في ظرف وجيز إلى مصاف الدول الكبرى. معاركهم الإنتخابية نموذجية ،عشناها لسنوات لاترحال بين السياسيين ،ولا فساد انتخابي ،ولا شراء للذمم ،فرق كبير بين أحزابهم وأحزابنا ،،وحملات أحزابهم وحملات أحزابنا ،وإذا فشلوا في إقناع الناخبين فهم ينسحبون من الحياة السياسية بينما عندما يفشلون في تدبير الشأن العام ويستمرون بل يستعملوا كل الوسائل ليعودوا مجددا ويتمسكوا بالكرسي بطرق نراها دنيئة ويرونها مشروعة. عندما تفشل حكومة في الغرب بصفة عامة يتمسك الشعب بمبدأ المحاسبة بينما عندنا لا قيمة للمحاسبة رغم الفشل لأن مستوى الوعي مفقود لدى غالبية الشعب. ولي عودة للحديث عن انتخاباتنا وانتخاباتهم.