لا اوهام لدي شخصيا عن المشاركة، لا رهان لدي على ان الصراع بين من سيتمكن من تطبيق برنامجه اللبرالي او المعادي لليبرالية، المحافظ او التقدمي، اليمين أو اليسار، الخط الثالث او الرابع او العاشر.. فبين مطرقة المؤسسات و الشركاء الدوليين و سندان المؤسسات و السياسات الخارجة عن سلطة الانتخاب، يبقى حيّز الوهم ضئيلا. لا أوهام لدي، أيضا حول المقاطعة و لا في جدواها و أهدافها، في غياب تنظيمات قوية ذات امتداد جماهيري وازن، في غياب سياق ملائم و في ظل تكتيك خلاصته الانتظار و الأماني و الشعارات، و في انعدام تراكم النجاحات الملموسة فلا يمكن ان ننتظر شيئا من المقاطعة غير عقم المرات السابقة. اعتقد ان معادلة كهذه تستوجب ان يبنى الاختيار وفق منطق اقل الأوهام و الأضرار، مثلا قد تكون المشاركة من اجل خلق وعي سياسي و فتح قنوات جديدة للتواصل مع المواطن، محاولة الخروج من دائرة النسيان و الهامش و خلق تراكمات و تكريس وجوه من الممكن ان نبني عليها شيئا ما مستقبلا.