الضابط كريم مولاي: اكتشفت أني لم أكن أعمل لصالح الجزائر وإنما أخدم مصالح عصابة متنفذة (مع فيديو)

الضابط كريم مولاي: اكتشفت أني لم أكن أعمل لصالح الجزائر وإنما أخدم مصالح عصابة متنفذة (مع فيديو)

نشر الضابط في المخابرات الجزائرية سابقا كريم مولاي، رسالة وجهها إلى كل من تفاعل مع صفحته في الفيسبوك، معبرا عن شكره وامتنانه لتجاوبهم.. وقد كشف كريم مولاي في هذه الرسالة عن الكثير من حياته الشخصية والمهنية سابقا في الجزائر... كاشفا أيضا عن حقيقة مفادها أنه لم يكن في الحقيقة يعمل للجزائر وإنما يخدم مصالح عصابة متنفذة. وفي ما يلي نص الرسالة:

"بِسْم الله الرحمن الرحيم

أحييكم أيها الاحبة الأفاضل وأهلي أبناء الجزائر العزيزة،وأرحب بكم أجمل ترحيب إلى هذه المصافحة عبر الصوت والصورة، التي اخترتها هذه المرة عبر صفحتي الخاصة لأجيب عن عشرات الاستفسارات التي وصلتني منكم بشأن شخصي المتواضع وتجربتي مع جهاز الاستخبارات الجزائرية والسبب المباشر الذي دفعني إلى وضع حد لهذه التجربة، ثم عن علاقتي حاليا بهذا الجهاز عما إذا كنت جزءا من أي جهاز أمني دولي آخر.

بداية أريد أن أعبر لكم عن عميق امتناني وشكري لكم على تجاوبكم، الواضح مع صفحتي، وكل ما يرد فيها من معلومات ومواقف، أؤكد لكم أنها موثوقة وهدفها خدمة الحقيقة ومصلحة الجزائر لا غير.

عشرات الأسئلة ركزت على شخصي ومن أكون أنا، وهذا سؤال أجبت عنه في حواراتي المتعددة، وكثير من المعلومات أصبحت معروفة لدى الجميع..

أنا كريم مولاي، مواطن جزائري، من الطلاب النابهين منذ طفولتهم، كنت واحدا من الأوائل في دراستي الابتدائية والثانوية مما مكنني من النبوغ في دراستي الجامعية التي كانت بداية مع كلية الحقوق، وقد ساعدني ذلك في لفت انتباه الجهات الأمنية والرسمية لبناني مما دفعهم للانشغال بي وتجنيده لصالح جهاز الاستخبارات باعتباره خدمة وطنية ضد كل الجهات المعادية للوطن.

كان هذا هو دافعي المباشر لقبول التعاون مع الجهاز الأمني، وسأكون مجانبا للصواب لو أنني قلت لكم بأنني لم أهتم أيضا بالإغراءات التي تلقيتها، وهي أساسا تتصل بالجاه والمنصب، حيث تم فتح أبواب كبيرة للعمل والعلم والمعرفة ما كانت لتفتح لولا دخولي لهذه المهمة.

كنت طالبا جادا ومكافحة، كنت أقرأ بجدية وأعمل بجد كذلك، لم أتكاسل أبدا وكنت أجري امتحاناتي مثلي مثل الطلاب، على الرغم. من انشغالاته الأمنية التي ضاعفت من اهتماماتي وانشغالي.

مهمتي التي خبرتها مع التجربة كانت أساسا جمع المعلومات، وقد ركزت أصلا على النخب السياسية والإسلامية منها على وجه الخصوص.. شهدت خلالها فصولا متنوعة من العمليات الأمنية لكن يشهد الله أن يدي لم تتلطخ يوما بدم جزائري ولم أكن قاتلا في اي مرحلة من مراحل حياتي...

تعرفت على القيادات الأمنية المباشرة للجزائر عن قرب، وخبرات أساليبهم في العمل من خلال العلاقة المباشرة في كثير من الأحيان أو عن طريق المعرفة عن قرب، إلى أن وصلت مع السنوات الى اكتشاف حقيقة مرة مفادها أنني لم أكن في الحقيقة أعمل للجزائر وإنما أخدم مصالح عصابة متنفذة، فبدأت تنتابني فكرة الرحيل عن الجزائر والهروب..

والهروب هنا ليس بالمعنى السلبي للكلمة وإنما بمعناه الإيجابي المغامر. أي من أجل خدمة الحقيقة وتعرية المخفي وتقديم شهادة حية عما جرى في الجزائر في العشرية السوداء التي أعقبت إلغاء المسار الانتخابي...

وقد أوضحت قصة خروجي ولجوئهم الي المملكة المتحدة التي لا أزال أعيش فيها إلى يوم الناس هذا في الحوار التلفزيوني الذي أذاعته قناة "الحوار" اللندنية، وهو موجود هنا على صفحتي لمن أراد العودة إليه..

وهنا أجيب على كثير من الأسئلة التي رمتني بالهروب وبأنني أعمل لصالح جهات استخباراتية دولية، وهي كلها إشاعات لا أساس لها من الصحة في شيء فأنا رجل قانون أنهيت دراساتي الجامعية هنا وأعمل لصالح جهات تعليمية على الرغم من المعاناة التي خلفتها لي سنوات التعاون مع المخابرات، وأعمل مثل غيري من المتعلمين في مؤسسات تعليمية واعلامية أتقاضى منها راتبا كغيري من أبناء هذا البلد المعطاء، وبالمناسبة لست مليارديرا وإنما أنا شخص متواضع ولكن بأنفة الجزائري الجاد في عمله.

هل أنا متزوج أم لا؟ نعم تزوجت وأنجبت بنتا أحن إليها بعد أن فارقتها اضطرارا بعد أن اخترت المنفى عن العمل لصالح العصابات الأمنية، ولا أزال عازبا أشعر أن قضية تحرير بلادي من العصابة الفاسدة هي مصيري الذي يجب أن أعمل من أجله..

أعمل بجهدي الخالص، لي علاقات جيدة مع جميع الجزائريين ونسبهم السياسية المعارضة، لست مقتنعا بالعمل من داخل أي مؤسسة حزبية مع احترامي للجميع، وأحسب أن عملي من موقعي كشخص أكثر فاعلية من الانضمام لأي تجربة حزبية.

لا أريد أن أتحدث عن بعض الأشخاص الذين أعرف مسيرتهم وعملهم السياسي سواء في الحكم أو في المعارضة في هذا المقام، لأنني أبوح بكل ما لدي عبر تغريداتي اليومية.. ولا أريد أن أهاجم أحدا لأنني أعرف أن كل ابن خطاء وخير الخطائين التوابون.

لا أملك قلبا أسودا على أحد ولا أحقد إلا على من تلطخت ولا تزال تتلطخ يداه بدماء الجزائريين.. عدا ذلك فأنا جزائري أحن لوالدي وقد توفيا رحمة الله عليهما، وأحلم بيوم تتحرر فيه بلادي من الاستبداد فأعود لأعضاء نفسي على العدالة وأزور قبر والدي قبل وفاتي بحول الله..

هذه إجمالا بعض أجوبتي على ألكم الهائل من الأسئلة التي تلقيتها.. وأعتذر لمن لم يجد ضالته في هذا الموجز وأعدكم بإطلالة بين الفينة والأخرى في أي جديد..

فقط بقي لي أن اؤكد لكم أن المستقبل رغم قساوة الحاضر سيكون أفضل طالما كان هنالك مطالبون بمعرفة الحقيقة، وسأكون لترجمة آية الاستخلاف التي خَص الله بها ابن آدم دون سائر خلقه..

وللسائلين عن هويتي الفكرية والسياسية والدينية، فأنا مسلم سني جزائري لا غير.

بارك الله بكم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

رابط الفيديو هنا