من التعليقات الطريفة التي يتداولها رواد الفضاء الأزرق، على هامش ترشيح حزب بنكيران لشيخ الكراهية حماد القباج بمراكش، أن البعض تساءل: بما أن المتطرف القباج يريد أن يعانق السياسة كان من الأولى أن يترشح في وزيريستان أو الشيشان أو في أفغانستان حيث توجد ملته وزعمائه الروحيين بالنظر الى أن هذه المنطقة الآسيوية هي التي فرخت الإرهاب والتطرف والجهاديين بالدرجة الأولى، وبالنظر الى أن " كعبة " المتطرفين والأصوليين هي أفغانستان معقل حركة طالبان، وليست هي مكة المكرمة.
تعليق الفايسبوكيين لم يأت من فراغ أو عن تهكم، بل لأن الترشيح للبرلمان (في حالة فوز الوهابي المتشدد القباج ) معناه الخوض في التشريع وسن القوانين المرتبطة بمختلف مناحي حياة الناس. والحال أن الوهابيين لايعرفون في قاموسهم سوى لغة القتل والنحر والتكفير وتأويل النصوص الدينية بما يخدم مصالحهم ومصالح القوى الأجنبية التي تمول هذه الحركات.
الدليل على ذلك ما عرفته تجارب دول سبق أن "جندت " وهابيين وإخوانيين في الحقل السياسي، لكن التجربة كانت كارثية بكل المقاييس: انظروا إلى الأردن والكويت التي دخل برلمانها المتطرفون فحولوا البرلمان إلى مقصلة لقطع أرزاق وأعناق الناس، بدل أن يتحول البرلمان الى منصة لتحسين جودة عيش المواطنين بإصدار القوانين التي تخلق مناخ الإستثمار والإطمئنان .
لكن ما العمل وبنكيران يريد حرق المغرب بمن فيه. فلو قبل إبليس الترشح، لما تردد بنكيران في منحه التزكية هو الآخر مادام المقعد مضمون ل " يتبورد " بنكيران من جديد على البلاد والعباد.