أول ظهور لفتاح جوادي في التلفزيون كان ظهورا شاحبا وباهتا، لأن الأساتذة في "كوميديا" لم يعلموه أو لم يتعلم منهم قدسية المسرح وقداسة الركح، وما معنى أن تكون ممثلا قبل أن تكون فكاهيا، وما معنى أن تكون ممثلا بدون أن تفتح فمك، وما معنى أن تكون ممثلا بحمولة من المشاعر وشحنات دافئة من الكهرباء تصعق المتفرج. بعد سنوات من "التيه الفني"، ظهر فتاح جوادي في مواقع التواصل الاجتماعي وهو في حالة من "الهذيان" و"العدوانية"، متجاوزا كل حدود "الأدب"، شاتما زملاء له في "الحرفة" التي فشل أن يبصم فيها اسمه. هاجم إدريس الروخ ودنيا بوطازوت، ولم يفسر لماذا اختار هذين الاسمين ليحملهما أسباب فشله دون سائر الفنانات والفنانين الآخرين، ثم شرمل بنكيران والرباح. كان يتحدث بلسان ثقيل وجمل مرتبكة وبمنطق غريب وبثقة عجيبة وغرور مزعج. ظهور فتاح جوادي بهذه الجرأة المستفزة في الفيديو "العدواني" الذي لم تكن له أسباب للنزول، ولم يسأل عن رأيه حول هذه الشخصيات التي هاجمها وذكرها بالأسماء، كانت له ردود أفعال لم تكن رحيمة بجوادي، خاصة أن محتوى الفيديو في مجمله فيه إساءة وقذف وتشهير بأسماء الشخصيات الواردة فيه. كي يصلح الجرة، بعد أن عاد إلى رشده، نشر فتاح جوادي فيديو آخر يعتذر عن زلات لسانه، طالبا الصفح. حتى وهو يعتذر لم يكن رزينا ومهذبا في أسلوب اعتذاره. هذا هو فتاح جوادي، فكاهي بضربة حظ، لكن الحظ لا يكون دائما إلى جانبك، مثل ما حدث له اليوم. كان ممثلا فاشلا بلا ملامح، ومشرملا، وعدوانيا تفوح من فمه رائحة "الكراهية"!! لكن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة: هل تسلم الجرّة كل مرة؟!