احتضنت مدينة الداخلة في الصحراء المغربية، كما هو معلوم، وللمرة الرابعة على التوالي، أشغال منتدى كرانس مونتانا، وهو حدث سياسي ثقافي ودولي على جانب كبير من الأهمية. ويعتبر انعقاد هذا المنتدى في الداخلة بالذات تحديا وهزيمة كبيرة لخصوم وحدتنا الترابية من حكام الجزائر، أو عملائهم في الجمهورية الصحراوية الوهمية.
هل عرفنا نحن المغاربة كيف نتعامل إعلاميا مع هذا الحدث حتى يشعر المغاربة بأهميته في سياق المساعي الهادفة إلى تثبيت الوحدة الترابية للمملكة المغربية؟ وبالتالي، هل عرف المسؤولون عن التلفزة المغربية كيف يسهرون على تغطية ما جرى في منتدى كرانس مونتانا، سواء في الجلسات العامة، أو اللجن المتفرعة عنها؟
مع الأسف اكتفوا في التلفزة المغربية بما توصلوا به من مراسلات من مبعوثيها، وهي مراسلات لا تختلف عن الطريقة المعتادة في التلفزة المغربية، أي تعامل عادي مع الأحداث العادية التي تغطيها التلفزة المغربية.
كان على محطات التلفزة أن تبعث إعلاميين وتقنيين يعرفون كيف يواكبون ما كان يجري في الجلسات العامة، أو في اللجان، وأن يكون ذلك مصحوبا باستجوابات حول المواضيع التي يناقشها المشاركون في منتدى كرانس مونتانا على أساس اعتبار هذا العمل مادة خام لبرامج خاصة تقدمها التلفزة المغربية بصورة مواكبة لتوالي أيام وليالي منتدى كرانس مونتانا في الداخلة.
كان لا يجب الاكتفاء بما جرى في مدينة الداخلة، بل كان لابد من متابعة ما جرى في الرحلة البحرية للمشاركين في المنتدى، أي وجودهم على ظهر السفينة الإيطالية التي أقلتهم من ميناء الداخلة إلى الدارالبيضاء.
ذلك أن المغاربة سيكونون سعداء لو أنهم تتبعوا على الشاشة الصغيرة مناظر لشواطئ المحيط الأطلسي يتم التقاطها انطلاقا من السفينة الإيطالية، وهي تخترق مياه البحر على مدى يومين طوال المسافة الممتدة من الداخلة إلى الدارالبيضاء، حيث واصل المشاركون في منتدى كرانس مونتانا على ظهر السفينة الإيطالية الجزء الثاني من جدول أعمال دورة هذه السنة، وهذا مع الأسف ما لم يحظ بتغطية إعلامية بما فيه الكفاية.
ولقد قيل على هامش انعقاد منتدى كرانس مونتانا هذا العام بمدينة الداخلة إن الدورة المقبلة ستنعقد عام 2019 بالداخلة، وهو ما يعتبر كذلك تحديا لحكام الجزائر وعملائهم.
والمؤمل أن تعرف التلفزة المغربية كيف تستعد من الآن إعلاميا وتقنيا لهذا الحدث حتى يعرف المغاربة إن شاء الله ماذا يعني حدث ، كبير في الصحراء المغربية.