كتب كلماتها أحمد جبران تيمنا باسم زوجته:«للافاطمة».. أشهر أغاني حميد الزهير التي احتفت بالمرأة

كتب كلماتها أحمد جبران تيمنا باسم زوجته:«للافاطمة».. أشهر أغاني حميد الزهير التي احتفت بالمرأة

قليل من عشاق الأغنية المغربية الشهيرة «للافاطمة» من يعرف أن مبدعها الأول، كلمات ولحنا، هو أحد رواد الغناء المغربي في ستينيات القرن الماضي. يتعلق الأمر بالمطرب أحمد جبران الذي اشتهر بأغان أخرى عديدة قبل أن يختفى من الصورة، وتنقطع عنا أخباره مبكرا. نذكر من تلك الأغاني «أناما بيدي ما نعمل»، «اللي مشى لو غزالو»، «آش بلاني بك»، «السانية والبير»«الكاس لحلو» وغيرها، وحسب شهادة جبران التي بثت خلال البرنامج-الوثيقة «في البال أغنية » فالأغنية كتبها هذا الأخير تيمنا باسم زوجته التي تحمل نفس الاسم، وقد أعدها للغناء رفقة جوقه بباريس، وتمت إذاعتها في إحدى الإذاعات الفرنسية، وأثناء الإعداد استمع إلها الفنان حميد الزهير وطلب الإذن منه ليغنيها
ضمن لونه الموسيقي. نفس المضمون أكده الزهير في البرنامج ذاته، حيث صارت «للافاطمة»
مرتبطة برصيده الغنائي المتأصل في النغم التراثي الشعبي، خاصة أنه ابتكر شكلا فنيا متميزا من خلال اعتماده أساسا على الإيقاعات الفنية المراكشية تحديدا، وعلى جوق غنائي مكون من الرجال والنساء بزي مراكشي متميز عن باقي الفرق الغنائية المتواجدة بالساحة آنذاك الأكثر من ذلك فقد تبنى حميد الزهير أغاني أخرى ربطها بأسماء النساء على منوال فن الملحون. ونذكر من أغانيه بهذا الخصوص للامريم، ألالة زهيرو، سعاد، لالة خديجة، نعيمة، عيشة... وغيرها من الأسماء الأخرى، إضافة إلى باقي أغانيه العديدة، الوطني منها والعاطفي، إذ لا يمكن أن يثار اسم حميد الزهير وفرقته دون أن يتبادر إلى الذهن العبارات المغناة من قبيل «يا مراكش يا سيدي كلو فارح بك»، أو«آش داك تمشي للزين وانتيا راجل مسكين وما يميز كلمات هذه الأغنية طابعها «الغزلي» العفيف القائم على تعبير
المغني عن خالص معاناته من الصد والهجران على الطريقة المغربية. المغني هنا لا يطمع من المحبوبة «لالة» سوى بكلمة صغيرة تطفىء نار الهوى والغرام:
أنا مزواك فيك قولي غير كليمة / تبرد ناري اللي شاعلة ديما». وهذه الموضوعة (الصد والهجران) تشكل محورا أثيرا، سواء في ديوان الشعر العربي، أو في فن الملحون.
وككل الأغاني التي تم إبداعها خلال السنوات الأولى للاستقلال، فقد بد المضمون يسمو بالمرأة، أو بالحبيبة على نحو خاص كما في أغنية «يا بنت المدينة وعليك كانغني»، وهي من كلمات الإعلامي والمسرحي الرائد عبد الله شقرون ، ولحن الفنان محمد بنعبد السلام، وغناء المرحوم المعطي بلقاسم..
ولذلك يمكن اعتبار مثل هذه الأغاني احتفاء بالمرأة المغربية، وبالفن الغزلي الذي اكتسب جرأة في ذلك الوقت، حيث كان المغرب منذ فجر انعتاقه يواصل بناء استقلاله الذاتي، مستلهما توجيهات المغفور له محمد الخامس الذي كان يعلي من شأن المرأة المغربية، ويدفع بها إلى صدارة المشهد الاجتماعي.

من هنا قيمة الأغنية من الوجهة التاريخية والاجتماعية، ومن هنا أيضا أسباب نجاحها الممتد على امتداد عقود، الأمر الذي جعلها تتردد على ألسنة كل المغاربة. كما أنها اشتهرت بكل بلدان المغرب العربي بعد جولة الزهير في تونس خلال سبعينيات القرن الماضي، وكذلك ببلدان الخليج العربي، إضاف إلى أنها من أشهر الأغاني التي يرددها اليهود المغاربة المتوزعين عبر أنحاء المعمور.

للإشارة فقد سبق للسلسلة الكوميدية التلفزيونية «للافاطمة» التي قدمتها القناة الثانية، بطولة خديجة أسد وسعد الله عزيز ومحمد الخلفي وخديجة جمال، أن وظفت هذه الأغنية كمقدمة غنائية، مشيرة في الجينيرك إلى اسم مبدعها الأصلي أحمد جبران.

كلمات الأغنية

لالة فاطمة عار ربي غير كليمة
قلت ليك صباح الخير مارديتيش عليا
يمكن مشغولة بالغير ما خممتيش فيا
أنا مزواك فيك قولي غير كليمة
تبرد ناري اللي شاعلة ديما
اللي شاعلة ديما يا فاطمة
قلت ليك مسا الخير ما ردتيش سلامي
أنا نحبك كثير صورتك ديما ف بالي
قلت ليك صباح الخير ما ردتيش جوابي
أنا مزواك فيك قولي غير كليمة
تبرد ناري اللي شاعلة ديما
اللي شاعلة ديما يا فاطمة