منعم وحتي:الفرقة الناجية زوراً

منعم وحتي:الفرقة الناجية زوراً منعم وحتي
إن الإسهال الذي بدأ ينشره البعض حول عِصْمَةِ قبيلته وطائفته وأتباعه وطهارة أيديهم، وأن ما دُونَهُم متآمرون وأنجاسٌُ وخارج الملة، لا يمكن أن نصنفه إلا في باب أتباع نص الفرقة الناجية، والذي حتى رواة ومُحققو الأحاديث ناقضوا بعضهم في سلامته.
متن الحديث يقول :" إِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ ، ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ".
إن نفس المنطق يجتره البعض مؤخرا لتوصيف فرقتهم بالناجية من النار دون غيرها، وبأنهم مبشرون بالجنة وبأن كفار قريش الألفية الثالثة يتآمرون للإيقاع بطائفتهم الناجية من النار.
أفيقوا من سباتكم، ودققوا وسط طائفتكم، ففيها : السارق والمغتصب والمستبد والقاتل والفاسد والعميل والخائن والمحتال والمشعود والمقامر والمهووس والمجنون...
فلا طهرانية أمام الحقائق، فقط فلنتتبع خيوطها، فلا فرقة ناجية هناك، ليس لضعف الرواية فقط، بل لأن الإنسانية أرحب من الطوائف، والجُرْمُ الفردي معزول مادامت الطائفة لا تحمي المجرم، وإلا أصبحت في النار بمنطق النص، ومُنْتَهِكَةً للقيم بمنطق الإنسانية.