بين ثنايا زنقة "أم الربيع" في عمق حي الرحمة الشعبي بمدينة سلا المليونية تفتقت فكرة آسرة وسط سواعد جمعوية فتية، جمعية أريج للرياضة والثقافة والتنمية المؤسسة حديثا في بحر هذا العام.. فكرة تمتح دفقاتها من فيض ينابيع "أم الربيع" (النهر) وألوان فصل الربيع فتبلورت رسومات بكل ألوان الطيف على أرض الواقع أطرتها موهبة فنانين تشكيليين من أبناء الحي هما مهدي فاضيلي وجمال زموري فأزهرت لوحات تغري بالسفر على صفحات جدران عدد من المنازل، جدران كانت قبلها تركن واجمة في سكونها وإلى ملل طلعتها...
صار العابر الآن في عرض "زنقة أم الربيع" لا يمر مرور الكرام، بل يمر وهو في طريقه بأكثر من معلمة تاريخية وطنية وبأمكنة وفضاءات تشكل ذاكرة جمعية لساكنة سلا والرباط ولعموم المغاربة، فتلوح له مثلا هنا على يمينه "صومعة حسان" الشاهقة وهي تمخر عباب السماء، وتتراءى له هناك عن يساره أبنية "شالة" الضاربة في عمق التاريخ، و"قصبة الاوداية" وهي تتوسد زرقة الأطلسي، وبينهما تلاوين "جبال الأطلس" و"منارة مراكش الحمراء"، ويسير به المسير إلى سفر "قوافل الصحراء" وفضاءات أخرى متدفقة تأخذه في سير على أجنحة الحلم...
يقول هشام قارو، رئيس "جمعية أريج للرياضة والثقافة والتنمية"، في حديث لـ "أنفاس بريس"، حول مدى تفاعل ساكنة حي الرحمة الشعبي مع هذه المبادرة الفنية في البداية: "بعض ساكنة الحي اعترضوا في أول الأمر على مشروعنا برسم جداريات، غير أنهم وافقوا بعد ذلك، بل عبر كثير منهم عن إعجابه بمنتوجنا في نهاية المطاف..، وأضاف "حقيقة مدينة سلا بها عدد من النقاط السوداء.. وأعتقد أنه بمجهودات مشتركة بين الفاعلين الجمعويين والمدنيين والمنتخبين وباقي الشركاء يمكن الإسهام في إعطاء المدينة صورة أنقى وأجمل.."
يشار إلى أن هذه المبادرة ساهم في دعمها مجلس مقاطعة تابريكت من خلال تخصيص علب صباغة وأغراس، فيما انخرط شباب الحي والجمعية في عمل تطوعي انتقلت الآن عدواه الجميلة إلى أزقة أخرى مجاورة بنفس الحي..