هذا الموقف استنكره الأئمة خاصة وأن بنحمزة أهانهم أمام الحاضرين بقوله: "إن الأئمة والخطباء أصبحوا يباعون ويشترون من بعض الجهات بوجدة". وهو ما اعتبره الأئمة إشارة إلى رئيس جهة الشرق وجمعيته بسمة، المقربة من حزب الأصالة والمعاصرة، التي تكرم وتحسن لبعض القييمين الدينيين بوجدة وأحوازها. وأضاف مصدرنا أن بنحمزة لا يترك أي مناسبة تمر إلا ويشير ويلمح إلى حزب الأصالة والمعاصرة وإلى رئيس جهة الشرق خوفا من استقطاب الأئمة والخطباء، لأنه يعرف مدى تأثيرهم في الساكنة، وكيف استفاد منهم حزب العدالة والتنمية في الإنتخابات السابقة. ويروج بنحمزة اتهامات خطيرة ضد حزب الأصالة والمعاصرة ويصفه من المعادين للدين والمروجين للمخدرات، والمحرضين على العلماء ويستشهدون في مجالسهم - يضيف إمام بوجدة - بانتقاد إلياس العماري لقناة "السادسة" واعتبارها من يبث خطاب التطرف، الشيء الذي اعتبره بنحمزة من المعنيين به. إن الأصوليين بمدينة وجدة اعتبروا خطبة العيد نصرا وفتحا مبينا. في حين أن الرأي العام استهجن الخطبة واعتبرها إهانة للمستمعين باستغلال منبر المصلى لتصفية حسابات سياسية ضيقة لاتعني الحاضرين في شيء، وبما أشهر عليهم من سب ولعان وقد نهى النبي (ص) عن أسلوب اللعن والطعن في الخطاب، قال (ص): "إني لم أبعث لعانا". ويضيف الإمام المذكور أن خطبة عيد الفطر بوجدة تشكل منعطفا خطيرا في أسلوب الخطابة بالمغرب، حيث أفسدت ما تقوم به الوزارة من تأطير الأئمة والخطباء من خلال برنامج ميثاق العلماء على التبشير والتيسير وعدم التنفير، وتجنيب المنبر المعارك الشخصية والسياسية والإعلامية، والدعوة إلى الرفق وتجنب العنف. قال عليه الصلاة والسلام: "يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لايعطي على العنف". وهو ما يعمل المغرب على تسويقه للعالم من خلال توجيهات إمارة المؤمنين. فهل تنجح وزارة الأوقاف في خطتها، وتبث خطاب الرفق واللين في منابرها؟ أم سينجح منهج مصطفى بنحمزة وأتباعه في بث خطاب الحقد والكراهية والعنف والسب واللعن في المنابر؟ وما درسه في مسجد الأمة ببث خطاب العنصرية والكراهية ضد الأمازيغ علينا ببعيد.