أنس العاقل: سعد لمجرد يشيئ الحب ويتلاعب بعقل المتلقي الباطني

أنس العاقل: سعد لمجرد يشيئ الحب ويتلاعب بعقل المتلقي الباطني

بعد إطلاق "سعد المجرد" لفيديو كليب أغنيته الجديدة "أنا ماشي ساهل"، وانتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتشار النار في الهشيم، وأضحت حديث رواد الفايسبوك وموضوع نقاش وتهكم.. إذ منهم من اعتبرها مشروع أغنية وصلة دعائية تلفزيونية لفائدة أشهر شركة لبيع الشقق الاقتصادية بالمغرب، خصوصا وأن "سعد المجرد" قدَّم وصلتين إشهاريتين في القنوات المغربية لفائدة هذه الشركة خلال رمضان هذا العام والعام الفارط، اعتمادا على الأغنيتين السابقتين له (أنت باغية واحد) و(إنت معلم)، فكان من البديهي أن ينتظر المغاربة أغنية (أنا ماشي ساهل) في وصلة دعائية ثالثة في رمضان القادم.

الفنان والناقد أنس العاقل، خرج كعادته عن المألوف والمعتاد داخل الفايسبوك، وقدم قراءة نقدية للأغنية شكلا وموضوعا، واعتبرها أغنية تكرس لتشييئ الحب، وتسوِّق -حسب رأيه- تصورا يعطي الشرعية لعلاقة "الفاست فود" أي (الأكلة الخفيفة والسريعة) في قيمة الحب بين الذكر والأنثى.

"أنفاس برس" تقرب قراءها من وجهة نظر الفنان والناقد (أنس العاقل) بخصوص أغنية سعد لمجرد الجديدة:

""أنا ماشي ساهل" جملة من صميم التداول اليومي يتم توظيفها لتصبح لازمة داخل أغنية "أنا ماشي ساهل"، كلمات الأغنية تكرس لتشيئة الحب فهو يتحول بين الشتاء والصيف، ويعبر عن الذكر الذي يتعامل مع الأنثى كما يتعامل مع صيحات الموضة. تخاطب كلمة الأغنية الأنا الذكورية لكنها في نفس الوقت تخاطب الأنثى عندما تكرس لها مفهوم أن الحب عند الذكر مغامرة قصيرة أكثر من كونه مشروع حياة. لكن، ما يعطي شرعية لكلمات الأغنية توظيفه لاستشهاد الواليدة" قالت ليا الواليدة... ما تربي كبدة" فيعطي لتصوره عن علاقة "الفاست فود" في الحب بين الذكر والأنثى شرعية، إنه يرتبط بكلام الوالدة ووجوب طاعتها.

بالنسبة لإيقاع الأغنية واللحن يستغل مخزون العقل الباطن للمتلقي، فهناك توظيف لحن أغنية "الحلم العربي" وبالضبط مقطع "بلغات العالم حبوا... واختصرو سنين بثواني... قدر العصفور طيرانو... وقدرنا نغني أغاني"، فالجيل الذي تتوجه إليه الأغنية عاصر في طفولته أغنية الحلم العربي وترسخت في عقله الباطن، بل وسكنت وجدانه، لذلك فإن توظيف نفس اللحن بوتيرة مختلفة في كل مرة نوع من التلاعب بالعقل الباطن للمتلقي على الطريقة الأمريكية. نفس الشيء بالنسبة لإيقاع الأغنية الذي يوظف إيقاع أغنية "شويخ من أرض مكناس" لمخاطبة العقل الباطني للجيل السابق على جيل الشباب.

وإذا عدنا إلى فيديو كليب الأغنية فنجده يراهن بالدرجة الأولى على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال توظيفه "للبود كاست"، حيث يغني كل واحد من المتلقين مقطعا من الأغنية بكاميرا المحمول أو الكمبيوتر وينشره على الويب، ويجمع الفيديو كليب بين مختلف الأجيال، بل يوظف حتى صورة الأم بلباسها التقليدي، إنه يقترح على المتلقين طريقة لجعل الأغنية أكثر انتشارا على الويب من خلال تفاعلهم معها وتقليدها، مما يمنح كل متلقي على حدة فرصة أن يتخيل نفسه جزءا من فيديو كليب الأغنية، مما يدغدغ بداخله حلم الشهرة والتميز.

فإذا حققت هذه الأغنية نسبة مشاهدة عالية في ظرف قياسي فليس لقيمتها الجمالية، وإنما لقدرتها على التلاعب بالعقل الباطن للمتلقي، ودغدغة أحلامه الطفولية وأوهام فئة من الشباب".