نزولا عند المقولة العالمية الشهيرة التي تؤكد بأنه حيثما يوجد أكثر من شخص، لابد من انتظار شتى الآراء، تعايش البريطانيون هذه الأيام وهم بوجهات نظر تختلف من قبلة إلى أخرى، وذلك في سعي كل طرف إلى حشد مناصرين إضافيين لبلوغ هذا اليوم، الخميس 23 يونيو 2016، بثقة أكبر في الانتهاء إلى النتيجة المتوخاة.
ومثل ما هو جار به العمل في كل البلدان، تشغل الطبقة السياسية البريطانية موقعا رياديا في محاولة توجيه مجتمعها وفق ما تتصوره من أهداف التطلعات. ومن ثمة، نقف على موقف رئيس الوزراء دافيد كاميرون الذي صرح في أكثر من مناسبة بمعارضته خروج بلده من الاتحاد الأوروبي، بالموازاة مع الهجوم على المساندين بحجج يراها كافية لترسيخ "نفعية" البقاء لدى المتقاسمين معه الرؤية، وثني المستدين للخروج عن أفكارهم.
ولعل من أبرز ما كان لدافيد كاميرون أن وظفه للتعبير عن أحقية موقفه وصفه لمن ينوي دعم دعاة الانفصال بالقافزين من الطائرة، بحكم أن لا إمكانية لهؤلاء في التراجع عن قفزتهم التي تظل، بحسبه، نهائية ولا تحتمل العودة. كما ذهب في موضع آخر من تصريحاته إلى حد اتهام معسكر المؤيدين بالجناة شبيهي السائقين المتهورين ممن يسترخصون أرواح عائلاتهم، ويركبونهم سيارات من غير كوابح وبثقب في خزانات الوقود.
ومع ذلك، رغم كل هذه المعارضة لرئيس الوزراء، يبقى تنظيم الاستفتاء دليلا على وفائه بالوعد الذي كان قد قطعه مع الشعب في خطاب ألقاه يوم الـ 23 من شهر يناير 2013، حين تعهد بتنظيم استفتاء في حالة إعادة انتخابه لرئاسة الوزراء سنة 2015 من خلال الاستحقاقات التشريعية.