ستنطلق اليوم 23 ماي الجاري فعاليات الدورة 17 لجائزة الحسن الثاني لفن التبوريدة "الفروسية التقليدية"، بعدما حط الرحال بدار السلام جميع سربات الخيل المؤهلة لمنافسات الناهية من الجهات التي حظيت بشرف تمثيل جهاتها وأقاليمها، كل علامة الخيل وفرسان التبوريدة المغربية متأهبين لخوض غمار هذه المنافسات الشريفة بمحرك دار السلام الذي حول إلى عرس تراثي كبير بعد أن نصبت الخيم المزينة بأبهى الأفرشة التقليدية من زرابي وأرائك ووسائد لاستقبال ضيوف الدورة 17.. أعلام وطنية ترفرف في سماء الرباط معلنة انطلاق موسم الخيل والبارود على وقع صهيلها وجلجلتها ونخيرها متعطشة لطقوس الفروسية التقليدية وخصوصيتها وتفردها إبداعا في حركات شجعان الوطن على صهوة الجياد.
هذا الصباح لا حديث بين الفرسان وسط خيامهم الجميلة التي تفوح عطرا ضاجا برائحة موروثنا الثقافي الشعبي بكل تجلياته، إلا عن حظوظ الفوز، وتنبؤات إثبات الذات أمام جمهور غفير اكتسب من المهارات التحكيمية بفعل تتبعه للدورات السابقة ما يمكنه من استباق النتائج الرسمية، خصوصا وأن بين علامة السربات المؤهلة لهذه الدورة من أصبح معروفا بإتقانه لفن التبوريدة وينعته الجمهور بعلام سربة "القتالة" في إشارة إلى تناغم وانسجام الفرسان وجيادهم وبنادقهم في الزمان والمكان واللحظة الحاسمة للغة الخيل والبارود، كيف لا واللائحة النهائية للسربات (16 سربة) تضم ألمع أسماء العلامة على مستوى فئة الكبار، والتي حققت نتائج مبهرة خلال الإقصائيات والمهرجانات والمواسم والتداريب استعدادا لهذه اللحظة التاريخية بأرقى فضاء يستحق بأن ينعت بملعب الفرح لأرقى رياضة في تراث ألعابنا الشعبية، نذكرهم دون ترتيب لنترك الفرصة لحكام المنافسات حتى نهايتها: نزيه محمد، الفيلالي الملياني، عبد الغني الصالحي، لعرج فراجي، زهير الحجوجي، عبد المالك بن ديهاج، الطروفي العلمي، توفيق الناصري، عبد الجليل البوعبادي، إدريس الهرد، رضوان فكري، عبد الله حريث، عزيز بلحسن، إدريس بوحليت، بوشعيب بردان، فؤاد فكري. أما على مستوى فئة الشبان والتي ضم (06) ستة سربات فهم كالتالي: هشام المتوكل، أناس قدسي، زهير بجات، عبد الحي رويفي، أسامة رضوان، صلاح الدين الرمشاوي.
الكل فتح صندوق عدة الأجداد لإخراج المكحلة المزركشة بأنفس الحلي ذهبا وفضة، وترتيب الزي التقليدي من حيك وجلاليب بزيوية وبرانس وملابس تليق بالحدث الجميل، والجميع ينكب على تزيين السروج المزركشة بالفتائل الفضية والخيوط الحريرية المواتية لألوان الجياد الجامحة، دون نسيان دعوات القبيلة التي توصي بوضع دليل القرآن على جنب خاصرة الفارس يمينا والكمية والسيف يسارا، وحال الفرسان موزع بين توجيهات قائد كتيبة الفرح والتضرع للعلي القدير بأن يحفظ الجميع ويضمن السلامة بصلوات تؤكد أن تعلقنا متين بطقوس التبوريدة التي تستحضر تاريخ أمجاد أبطال توحدوا مع جيادهم وبنادقهم في الدفاع عن سيادة الوطن.
خلايا من النحل تشتغل كل حسب مسئوليته الإدارية والتواصلية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، لضمان جودة المنافسات وتألق تراث أمة وهوية شعب، ذاكرته التاريخية تسجل أروع الملاحم والبطولات في ساحة الوغى بين الكر والفر أكدها ودونها الشاعر منذ زمان واستلهمها السينمائي والفنان والمبدع لتبقى راسخة إلى الأبد.
فعلى بركة الله هذا المساء ستنطلق السابحات والمغيرات معلنة توحدها تحت راية الوطن، وليلعلع بارود الفرح في سماء الرباط تزامنا مع إيقاعات وموازين العالم.